التعليم بتكنولوجيا الواقع المختلط

 

عمرو عبد العظيم

إنّ تكنولوجيا الواقع المختلط Mixed Reality لا تختلف كثيرًا عن تكنولوجيا الواقع المعززA.R، ولكنها في نفس الوقت تجمع بين الواقع الافتراضي V.R والواقع المعزز، حيث تحتفظ بالمشهد الحقيقي، ولكنها تضيف بعض العناصر الافتراضية بداخلها، فمثلاً قد تشاهد أحد الأماكن الحقيقية بالفعل وليكن أحد الحدائق، ومن خلال تقنية الواقع المختلط يمكن للمستخدم إضافة بعض العناصر للمنظر مثل إضافة إحدى الألعاب للحديقة، والتحكم في حجمها ونقلها من مكان لآخر، فالواقع المختلط يتيح للمستخدمين التحكم في العناصر الموجودة التي يتيحها الواقع المعزز لتجربتها بشكل افتراضي.

وتقوم فكرة عمله على أنه عالم افتراضي لكنه أكثر تفاعلًا من الواقع المحيط بنا، ويستطيع المستخدم التنقل فيه مشيًا أو التحكم في البيئة المحيطة بيديه أو باستخدام ذراع التحكم، ونرى بعض الشركات قد بدأت بالفعل في هذا المجال مثل ما تعاونت مايكروسوفت مع شركات متخصصة في تقنية الواقع المختلط لمنافسة جوجل وأبل، فقد أعلنت مايكروسوفت مؤخرًا وفي مؤتمرها بسان فرانسيسكو عن منصة WINDOWS MIXED REALITY للواقع المختلط، وكمثال على التطبيقات التي توفر تجربة الواقع المختلط عرضت مايكروسوفت  تطبيقHOUSE CLIFF هذا التطبيق عبارة عن منزل افتراضي يمكن التحكم فيه بواسطة أجهزة التحكم أو من التحرك فعليًا على أرض الواقع، ويقوم المستخدم هنا ببناء الديكور الخاص بالمنزل ونشر التطبيقات التي تتوافق مع منصة MIXED REALITY في أرجاء المنزل، ولا يقتصر الأمر على التطبيقات بل يمكن خوض ألعاب XBOX من خلال تطبيق الواقع المختلط المخصص لهذه التقنية.

ومن هنا نرى أننا لو استطعنا أن نوفر هذه التقنية التي تقوم على توظيف الواقع المختلط في التعليم والتي تضم أحدث الأنماط التكنولوجية من خلالها، حيث تشمل على معلومات متكاملة تستخدم برامج محوسبة، وتوفر بيئة آمنة للمتعلم تقدم إلكترونياً تختلط مع الواقع الحقيقي بتكاملية عالية، ويتحكم المتعلم في هذه البيئة بشكل إيجابي محاكياً تصرفه في المواقف الحقيقية، كما يمكن أن يُحدد له زمن حقيقي وقياس ردود أفعاله فورياً، ويتفاعل المتعلم مع البيئة باستخدام الكمبيوتر ووسائل خارجية خاصة تربط حواسه مباشرة بالكمبيوتر، مثل القبعات والقفازات الإلكترونية والعصي ونظارات الرؤية المجسمة، وتتميز أيضًا تطبيقات الواقع المختلط بالذاتية في التعلم، وتراعي الفروق الفرية حيث تعلو فيه دافعية ونشاط ومشاركة المتعلم، وينمي المهارات الحركية للمتعلم، وإزالة الرهبة من تجريب الأشياء وتنمية الابتكار وحب الاستطلاع وزيادة التفاعل الفردي، والمرونة في سهولة تعديل المكونات وتغير بعض خصائصها بما يتناسب مع المتعلم دون التقيد بأشكالها التقليدية، حيث أكد على ذلك الحرازي في دراسته عام 2015.

ومن هنا فقد أصبحت تطبيقات الواقع المختلط تمثل ضرورة ملحة يجب دمجها في التعلم والتعليم للاستفادة من هذا الكم الهائل من الفوائد، لما لها من قدرة على تحسين تلك العمليات وجعلها أكثر تفاعلية، وأصبحت تمثل قيمة مضافة إذا أُحسن توظيفها في تقديم المحتوى التعليمي بما يتناسب مع خصائصها، فيجب على المعلم معرفة مفهومها وفكرة عملها وخصائصها واستخداماتها ليتمكن من توظيفها بشكل فعال في عملية التعلم، وفق أسس قوية من التصميم التعليمي الذي يضمن الخروج بمواقف تعليمية أكثر تشويقًا وذات جودة عالية محققة بذلك أعلى معدلات التحصيل الدراسي والأهداف التعليمية المنشودة.