د. أحمد جمعة | مصر

(1)
قالت لي جدتي:
إن القبر أصيص.

مذ أربعين سنة
تحمل كل خميسٍ جرتها
وتذهب لزيارة جدي
في قبره
تدلق عنده الماء.

مذ أربعين سنة
تدلق الماء
آملةً أن ينبت لها

(2)
مُذ أربعين سنة
وجدي في قبره عظامًا
ينتظر جدتي،
وجدتي كل ليلة توصي
بأن تدفن في قبره.

تقول:
لا آمن أحدًا غيره على عظامي
وأحب أن تدفئ عظامه
عظامي،
يا ابن ابني
كان جدك يحدثني دوما
أن العظام العاشقة لا تبلى؛
لأنها تنتظر عظام الحبيب
فتختلط وتحتّك معا
ويحدث انشطارٍ متتالٍ
وهنا نبعث عشاقًا خالدين،
عظامنا يكسوها الحب
وعظام كساها الحب
حرام على الأرض أكلها.

مذ أربعين سنة
مات جدي،
وجدتي مذ أربعين سنة
تنظر لقاءً في قبر؛
لتحتّك عظامها بعظامه
فيبعثان عشاقا خالدين!