بَدد مأثر خِيباتكَ


عبد الله الجيزاني | أمستردام

تحتكرُ يقظتكَ
هواجسُ
الرحيل المبكر
وتحتار بذلكَ
الأنفس المبتهجة
وهي ترعى كؤوسٌ
مشرعة للغرباء
وتسرح بحضن
الليالي الهائمة
كالبركان الثائر
تزيد من لهيب
الأحداث متانة
لكن بعد ذَلِكَ
تستقر فينا
مواطنٌ الضعفِ
كندبة منسية
تهرع نحو المبتغى
هناك قائمة طويلة
للتعري جاهزة
رؤوسها متخمة
تهيل علينا أنفاساً
حالمة تؤطرها
أنغامٌ متعثرة
تحاصرنا وتسدِ
بوجهنا الاتجاهات
كم من الوقت
نحتاج لتفادي
ما أصاب سريرتنا
لأننا سهونا كثيراً
وأرخينا العنان
لمخيلةٌ غضة
تشرد في البراري
ملتحفة الروح
ومتلهفة لتضم
رفات الكلمات  
ولتبقى جدوى
ذَلِكَ اللهيب متقدةٌ
تسبغ أضواءها على العشاق
نافرةٌ عن ضوضاء المكان
وتستمد منها حيلة البقاء
لكن الضباب يداهم الرؤيا
وتستحيل معه مراياكَ
هباءاً هباء
إذا أزفت
ساعة الفراق
واستوطنتكَ الأحزان
لا تقنط كثيراً
ارسم ممراً موصلاً
لحدائقكَ المشتهات
وبهدوء
بَدد مأثر
خيباتكَ.

 

تعليق عبر الفيس بوك