شهناز شيخة | ميونخ

تعال .. سِرْ بقدم النّور
فممالكنا لا تخاف الشعراء ولا الملائكة
تعال
أحدّثك عن أجدادي ,عن جبالهم , عن حضاراتهم الغابرة
أحدّثك عن: لماذا حاربوا؟, عن حروبهم و ثوراتهم
تعال..
على قوارير الماء سِرْ, دون وجل , فأرضنا مثل قلوبنا شفافة و عصيّة على الموت.
تعال فقد غسل آباؤنا أجسادنا بزهور البراري
تعال فأمّي تعدّ الخبز للمقاتلين, و أبي يعد ّ الأعلام
تعال...  
أعلّمك الرّقص, فنحن مثل الحمام نرقص حتى الرمق الأخير من الحياة,
أعلّمك أغنياتنا, فلأرضنا قصص ٌ وأغنيات لا تنتهي
لأرضنا ذاكرةُ الملح تحفظ قصص العاشقين, تُرَتِبُ كلّ صباح قبر (ممْ و زينْ)*
 أرضنا لا تعرف الحقد فهي ترش ّ الماء حتى على قبر (بكّو*) المليء بالشوك
تَدمى أصابعها وهي تنزع الشوك عن قبره, و تبكي حين تراه مرّة أخرى ينبت في المساء, لم يكن ذنب الأرض, فالشوك ينبت عادةً فوق قبور السيّئين.    
 سترى كم هي حانية جبالُنا, تحملنا للقمم كالطّيور  
تعال ندخل تاريخنا نعبر الزمن, حين كان أهلنا يتبادلون من النوافذ الزّهور والسّلام. يسهرون على ابتسامات القناديل, كنّا صغاراً ننام على ركبة القمر , نتساءل : لغة أمّي جبليّةٌ خضراء و لأمّك لغة مدن الشّمس  وأسرار الفراعنة
على أيّ غيمةٍ تلتقيان؟!   
تعال..
أحدّثك عن جبل جودي و الحمامة و نبوءة غصن الزيتون
تمعّن مثلي في جذور الموت و اسمع بكاءالزيتون , تمسّك بصهوة السّلام فالدماء تغرق العالم.
أحدّثك عن نسائنا, حين مغمضات القلب على رؤوس أحلامهن يمشين نحو الموت, يدركن تماماً أن الموت ليس لعبة, و أن أصحاب اللحى يغسلون أجساد النساء بالأحجار والسلاسل, يكوون أجساد النساء بالشهوات والقنابل, لكنّهن في أقدار الآلهة ماضياتٍ لا محالة.
هناك منذ ألف عام جلسنا حدثتك عن كارا فاتيما* , أشعار جلاله *, ليزاجاف* ,  بكاء طمبورة ملاك شاغ وشين * الآن أحدِّثك عن بارين حين بكى الله .
عن غوزانا وتل موزان*, عن آبي *  الّذي يحمل أسرار الله و الإنسان, تمسّك بيدي, و لنسرْ , نتلّمس  جدرانه النديّة ,, نُحدِّث الله عن الحرب و القتلى .
أشْعَلَ سيجارة ,  أطفأ قنديلاً , ضمّ لصدره القمر
تعالي..
نسير للشمس, فشمسنا لا تحرق الفراشات, آتون رجلٌ طيب القلب يُشعِل قنديله كلَّ مساء مُرَحِّباً بالعابرين, أحدِّثُكِ عن: أنّ نفرتيتي لم تكن فقط امرأة حرب , كانت أيضاً  تزرع القمح و الحُبّ, عن  أخناتون حين أراد النور للعالم.
تعالي
أحدّثكِ عن خسارات البشر
عن الهواتف الذكية, الحواسيب المحمولة والقطارات السريعة  
عن الزّهور, السّلام وركبة القمر!
............................................
•    أبطال ملحمة "مم و زين"
•    شخصيات نسائية كردية كانت تدير الجيوش و ترتّل الشعر منذ القرن الثامن عشر  
•    غوزانا وتل موزان و آبي اثار تقع غرب مدينة قامشلي السورية منذ الألف الرابع قبل الميلاد.