ريـــم = غِيــــــم


د. ريم سليمان الخش | باريس

في لثغة الراء كلّ الغيم في سكني
وتهطلُ الريم أمطارا على الأذن  
//
أُبدّلُ الراءَ غيناً كي أصيّرني
غيما يسحُّ بتحنانٍ لتحضنني
//
ونلبسَ الغيثَ ثوب الهائمين وما
غير الغيوم ثياب كي تُدثرني!
//
يارعشة البرق زيدي من تلاحمنا
حدَّ انصهار مذاق الماء بالبدنِ
//
حدّ التوحدِ في طين يُقدسنا
ويبعث الروح آياتٍ بلا شجنِ
//
الماء للروح توقٌ لا انتهاء له
في معبد الطُهْرِ يمحو سورة الظِنن!!
//
بادلتُ رائيَ كي أبقى معانقة
ملامح الغيم إذْ يهمي ليكتبني
//
قصيدة العشق تسقي ثغر شاعرها
لينزع الشعر من كلٍّ.. ويلبسنَي
//
ماذا سنخسرُ لو ننسى تشرذمنا
نمارس الحب إيمانا بلا فتنِ
//
ماذا سيحدث لو عشقا تطهرّني
بحضرة الماء تمحو الرجس عن وطني
//
الناس في الحرب قد جفّت مرابعهم
لاشيء إلا سعير اليأسِ والحَزَنِ
//
أحتاجُ من زمني حبا يُعمّدنا
حتى نسحَّ كأنّ البغض لم يكنِ
//
أحتاج أن يرسم العشاق عالمنا
بريشة الودّ كونا خاليَ المحنِ
//
أنْ تعزفَ الماء (كونشيرتو) وتُسمعني
تنهدَ القلب يُفشي الشوقَ للعلنِ
//
الودقُ للأرض موسيقا تفيضُ جوى
أمطر بنايك ألحانا ليُمتعني!
//
تداخلَ اللحن مصحوبا بشهقتنا.
تناغم الصوت في زخّ الهوى الهَتِنِ
//
حُمْقا نُجاهرُ بالبغضاء ذات أسى
ونكتم الحبَ خوف الباطلِ الأفنِ
//
أحتاج ثغرك ثوريا يُزلزلني
يقشرُ الخوف عن جسمي ليقضمني!!
ماذا سأفقدُ إنْ أهدرتني ولها؟!!
أوتجعل العشق محسوبا على السننِ!!
//
الناس في الارض قد سنّوا خناجرهم
ليذبحوا الحب في يمٍ من الفتنِ
//
هلّا عزفنا لهم أنغام غيمتنا
علّ الخلاص بها من طاعنٍ خشنِ!!
//
اقبل لتهطل في الأكوان لذتنا
من سدرة الغيم تسقي ظامئ البدن
//
أحتاجك الآن لم نكمل قصيدتنا.
مازال قلبي قيدَ المُزن لم يخنِ

 

تعليق عبر الفيس بوك