مودريتش أفضل لاعب.. بأحقية أم مجاملة؟

حسين بن علي الغافري

استكمل النجم الكرواتي لوكا مودريتش موسمه المميز مع نادية الملكي ريال مدريد ومنتخب بلاده فرنسا بلقب جديد في مشواره الحافل بجائزة أفضل لاعب في العالم. مودريتش قدم أفضل مواسمه على الإطلاق مع المُنتخب والنادي وكان ركيزة رئيسية وصانع ألعاب مؤثر في لقب دوري أبطال أوروبا مع ناديه وثاني العالم مع منتخب بلاده. ولعل في الأعوام المقبلة سنعتاد على رؤية نجوم جُدد في الألقاب الفردية في ظل تقدم سن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ومنافسه المستمر البرتغالي رونالدو. الجائزة وإن كانت أوجدت لغطا غير مسبوق وحيرة في المعايير التي أُتخذت في التحكيم لصالح مودريتش دون غيره، فهل فعلاً مودريتش هو الأفضل لكونه سبب في الإنجازات التي حصدها أم لأنه الأفضل لما يملكه من قدرات بدونها لما تحقق شيء؟

عموماً، الألقاب الفردية دائما ما تكون جدلية بشكل كبير ووجهات النظر ترتفع أصواتها باستمرار، ومن رأيي أنه أمر طبيعي واعتيادي لأنّ القراءات والميول لها دور في تغليب أفضلية نجم دون غيره. هذا من جانب، والجانب الآخر هو عدم وضوح في المعايير والأسس التي اتخذها مسؤولو منح هذا اللقب. فكيف لمتابع مثلاً أن يعرف بأنّ هذا الموسم أفضل لاعب سيكون مودريتش. هل الإنجازات مع النادي والمنتخب، هل الإمكانيات الفردية، هل لكثرة الأهداف، هل لصاحب الصناعة التهديفية أو ما يُعرف بـ (key pass) أكثر. كلها نقاط لا تبدو واضحة إطلاقاً والسنوات الماضية جاءت مختلفة! ففي عام ٢٠١٠ مثلاً حقق الهولندي ويسلي شنايدر ما قام به مودريتش بالتمام بالكمال وربما أكثر. وصيف بطل العالم إسبانيا، وبطل أوروبا مع ناديه إنتر الإيطالي، وفوق هذا حقق الكأس والدوري المحليتين وهو ما لم يفعله مودريتش مع الملكي. وكلنا نتذكر تماماً بأن شنايدر كأس صانع ألعاب ونجم حاسم للغاية في موسمه التاريخي ٢٠١٠، وهو تساؤل مشروع يقودنا لفهم واحد لا سواه؛ هل ظُلم شنايدر وقتها أم أن مودريتش تمت مجاملته؟

مودريتش يستحق الإنجاز، بنجوميته وشخصيته القيادية وما يقدمه في الملعب لا غُبار عليه. نجم استثنائي من طراز عال وهو أمر لا نختلف عليه بتاتاً. ولكن تسميته كأفضل لاعب في العالم يقودنا بأنّ الإنجاز هو ما أوصله للتتويج الفردي. المفارقة أنّه قد يختلف العام المقبل - أعني هذا الأسس التي أوصل مودريتش ليكون الأفضل- وهو معيار يبدو مقبولاً للاستيعاب وإلا لا أبلغ إن كانت الجائزة تُمنح للموهبة فقط فميسي أسبوعياً يقدم جماليات استثنائية وأهداف مميزة ولقطات فنية لا نجدها في غيره، وأجدني اتفق مع الإعلامي حسين ياسين مراسل قنوات bein sports عندما كتب في تغريدة عبر حسابه بتويتر: ‏رأيي لم يتغير، لو أن الكُرة الذهبية تعطى للأكثر موهبة، فلا داعي للتصويت، لأنّ ميسي سيفوز بها إلى أن يعتزل، لكنّها ليست كذلك، هي تعطى لمن يقدم موسمًا كبيراً يساعد فيه منتخبه أو ناديه على تحقيق الإنجاز، غريب جداً أن تجد من يطالب بميسي في موسم فشله في أكبر بطولتين مع المنتخب والنادي".