متجها آخرفي فضاء العيش


نبيه شعبو | سوريا
تمخضَ الحلمُ بعداً جديداً في عمقِ  الفضاءِ ... وأضافَ  في مَعلِمِ أبعاده متجهاَ آخراً في هندسةِ العيشِ.... جهتهُ تشيرُ إلى أشرعةٍ ومرافئَ وقوافل أرواحٍ متعبةٍ، وهي تعبرُ صحراء الوجع....... تباينت الخطوطُ  في ارتسامها ضمنَ فسحةِ تلكَ المحاور... خطٌ منكرٌ كحلمٍ ضاعَ في مطبّاتِ الدروبِ نحوَ مفارقَ صعبة الاختيار.... وآخرَ منحنٍ كالتفافِ السوطِ فوقَ طراوةِ جسدٍ ينزُّ ألماً في أقبيةِ العتمةِ.... وقطعةٌ مستقيمةٌ كقصبةِ نايٍ تزفرُ تأوهات عشقٍ على حافةِ الانتظارِ.... تدنو المجرّةُ وتدخلُ ذلك المعلم وهي تتأبّطُ أنجماً تصوغها كؤوساً توزّعها في حلباتِ النزالِ عبرَ فسحة الفراغِ ...
هنا الدمعُ يُتوجُ في حضرةِ المطرالذي تعثرَ في الإنهمارِ من سحابةٍ شربت قطرَ  غيثِها..... وهناكَ الرصاصُ  يهزمُ الصوتَ في سباق المسافةِ بينَ فوهةِ المسدّسِ  وفوهةِ الجرحِ..... وفي حلبةٍ أخرى الشهوةُ اقتنصتِ الكأسَ من عُكازٍ يسندُ الجسد المتسكّع على أرصفةِ السنين..... الصبيةُ التي  أرخت  جدائِلها في حُضنِ جدّتها سألتها: أيّهما أوسعُ في ساحةِ ذاكرتكِ ظلالُ القبل أم  هجيرُ الدمع... نظرت العجوزُ نحوَ السماءِ قالت: وحدهُ القمر يعرفُ تلك المساحاتِ.... فهو من خبأ الصور وكتمَ الحكايا..... ردت الصبيةُ: على عكسِ الأقمار الاصطناعّيةِ التي استباحت ما كتمهُ قمر الليلِ وهي تجوبُ الفضاء..... تساءلت العجوز بدهشةٍ: هل كانت تلك الأقمار تجولُ  في سمائنا منذُ خمسينَ عاماً..... ضحكت الصبيّة وردت بخبثٍ: لا تقلقي.... يومها كانت  تترصّدُ مكامنَ النفطِ  ولا تكترث بما كان يجري تحت ظلالِ الخرّوب على تخومِ حقلةِ التبغِ...

 

تعليق عبر الفيس بوك