ماذا بعد تراجع تصنيف دورينا؟!

 

أحمد السلماني

صدر التصنيف الجديد للعام 2018 والمتعلق بمسابقات الأندية محليا وقاريا، والذي أظهر بجلاء البون الشاسع بين المنظومات الكروية الآسيوية الكبرى وتلك التي كانت ولا زالت تبحث عن نفسها وعن مكان لها بين كبار القارة ومما يؤسف له أنّ كرة القدم العمانية وبعد أكثر من 5 عقود من الركل والركض لا زالت تراوح مكانها ولا زالت تلهث وتتنفس شهيقا وزفيرا بصعوبة بالغة وتصنف مسابقاتها وحضورها الآسيوي ضمن تلك المتأخرة وبالأرقام.

وتتربع الصين وقطر والإمارات وكوريا وإيران واليابان والسعودية وتايلند وأستراليا وطاجيكستان جدول الصدارة ثم تأتي بعد ذلك دول طموحة وترتقي عاما بعد عام إلى أن نصل إلى دورينا وحضورنا الآسيوي لنأتي في الترتيب السادس والعشرين خلف المالديف ومينمار!! .

الصين التي تأتي مسابقاتها المحلية أولا بعد أن حصدت 96 نقطة وحتى نعرف أين نحن فإن مسابقاتنا حازت على 14.3 نقطة، أما على مستوى حضور أنديتنا قاريا فهذه حققت ما نسبته (7 من 90) في حين حققت الصين (70.5)، وما بين الرقمين هناك تفاصيل يتفهم الوسط الكروي بعض منها وأخرى لا يجد لها مبررا سوى أن طموح القائمين على الكرة العمانية وخاصة على المستوى المحلي لا يرتقي لأكثر من الوصول إلى عضوية اتحاد الكرة أو الانخراط في لجانه وما أكثرها وهذه هي المحصلة.

أدرك يقينا أنّ المقارنة ظالمة ولكن هناك مؤشرات مصدرها الأرقام تقول أن دورينا كان يصنف في الترتيب الـ13 في العام 2013 وحتى 2015 كان عند مستوى لا بأس به عطفا على المعطيات ولكنّه شهد سقوطا كبيرا العام 2016 ليتعافى نسبيا العام 2017 ثم يتراجع في هذا العام وكلها مؤشرات تنبئ أن القصور يعتري الكثير من تفاصيل المسابقات. ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مشاركاتنا الخارجية على مستوى القارة خجولة ومتواضعة وأن مطالبتنا المتكررة بوقف هذه المشاركات لحين أعادة ترتيب ملفات الكرة العمانية بشكل عام ومسابقاتنا وأنديتنا بشكل خاص بات ضرورة ملحة، فإما وقف هذه المشاركات مؤقتا أو تقديم دعم سخي وقوي للأندية التي تشارك خارجيا لتتمكن من تحسين الصورة خلال الخمس سنوات القادمة إلى أن يتم بعث ملف "دوري المحترفين" من جديد والذي لو قدر له المضي قدما منذ انطلاقته الموسم 2012/2013 ووجد الدعم من مجلس الوزراء الموقر في حينها لكانت الكرة العمانية اليوم "النواة" الأولى لصناعة الرياضة التي نحلم بها، والتي ستخلق عديد الوظائف فضلا عن العوائد المادية والقيم المضافة لها، دوري المحترفين لو تم المضي به ودعمه لأوجد 22 ألف وظيفة خلال 7 سنوات وهنا ندرك لماذا باءت كل محاولات التأهل لكأس العالم بالفشل.

جهد مقدر تقوم به رابطة دوري المحترفين في سعيها نحو الإجادة وهي ليست وحدها المسؤولة عن هذا الوضع بل لا بد من النظر إلى الصورة العامة للمنظومة الكروية بأدق تفاصيلها، وطرح كل ذلك على طاولة حوار شفاف وجاد للوقوف على سلبيات المرحلة الماضية ومعالجتها ووضع الحلول الواقعية والمنطقية لقلب هذه المعادلة التي لم نتمكن من تسويتها وحل رموزها طوال 5 عقود، ولمن يحتفظ بملف "دوري المحترفين" في أدراج مكتبه نقول، ألم يأن بعد لهذا الملف الطموح أن يرى النور ويرتقي لمنصة مجلس الوزراء الموقر؟.