يقف أمام مرآتين في غرفة صغيرة، يرى انعكاسات لا نهائية منه ينظر يمينا ويسارا وفي كل زاوية يجد نسخة له، يخرج من عالمه الصغير يذهب لغرفة أكبر ولكن العجب بأنه لا زال يرى نسخا منه في كل مكان، ولكن الفرق أن هذا المكان يعلوه صخب من الأصوات.. قوالب متطابقة، أفكار متشابهة، لدرجة أنه لو جمعت فكرته مع فكرتك لأصبحت تساوي فكرة واحدة بدون أدنى اختلاف، ولن تصبح أبدا فكرتين ولن تقود لربع فكرة جديدة لأن التطابق هو سمتها.
يكمل حياته بنفس الطريقة، الكل غارق في إدمان الملل والتشابه. كل الجماهير تطبل وتصفق للتكرار، تؤيده وتحارب كل من يخرج من هذا المسار، الكل سيطر عليه سلطان العادة؛ ولكن السؤال الأهم هل هذا هو سبب التأخر؟
في علم الكيمياء نحن نحتاج لسائلين مختلفين لننتج محلولا جديدا وفي الفيزياء نحن محتاجون لقطب سالب وموجب للتجاذب. إذا نحن نحتاج للاختلاف لنحارب الخلاف بيننا نحن نحتاج للاختلاف حتى لا نكون في تخلف. نحتاج لأقوامٍ غير متشدقين بأفكار من سبقوهم، أقوام يغرقون في التأمل؛ لأن الكون عميق وعظيم ونحن من ضمنه. يجب أن نحارب المخدر الذي نستنشقه يوميا، مخدر النسخ، علينا ألا ننصاع خلف أجندتهم، نعاند من قرر وضعنا في برواز سُوِّر بألغامٍ لكي يكبل من بداخله. يجب أن نخرج من عالم النسخ؛ حتى نصل لأعماق أنفسنا، حتى نكتشف الحقيقة. وهذا كله لن يحدث إذا لم ندرك حجم الخسارة الكبيرة التي سوف نتعرض لها إذا بقينا على نفس خط السير.
الاسم: إيمان هلال حميد السكيتية
العمر: ١٦ سنة
الصف: ١١
المدرسة: مدرسة الغالية بنت ناصر بولاية عبري
