الليجا.. تراجع مستوى أم قوة منافسة؟

 

حسين بن علي الغافري

أكثر المتابعين لبطولة الدوري الإسباني يدركون بأنّ غالبية الأندية هذا العام لا تبدو مستقرة في نتائجها. برشلونة على سبيل المثال والذي يبدو أهم أندية الليجا يعاني من ضبابية وعدم وضوح في شكل الفريق وطريقة أدائه على الملعب. كما أنّ المنافس التقليدي ريال مدريد يعاني من ذات الخلل ومرحلة فراغه عجّلت برحيل مدربه لوبتيغي بعدما عانى كثيراً في بداية الموسم وما كان الحل سوى الفراق بعد فترة قصيرة قضاها على الدكة الفنية للمرينجي. أمّا نادي العاصمة الآخر أتلتيكو مدريد فأغلب المتشائمين بانتهاء موسمه مبكراً بعد استمرار خسارته للنقاط في أولى سبع جولات وتضاءل الحظوظ بوجود العملاقين يدرك تماماً الآن بأنّ فرصته باقية وكبيرة جداً إذا ما حسّن من نتائجه وسار على طريق الانتصارات. فهل التحليل الفني يقودنا إلى تراجع مستويات كبار الليجا هذا الموسم، أم أن جل الأندية باتت تعرف كيف تعود بنتائج إيجابية في مباريات من هذا النوع؟

برشلونة واحد من أكثر الأندية ضبابية هذا الموسم، ولو حضوره الجيد في قمة الكلاسيكو وفوزه العريض لما توقفت الأقلام من توجيه أصابع الاتهام على مدربه فالفيردي، المباراة التي منحته التنفس والهدوء أكثر وإلى نهاية الموسم على أقل تقدير من وجهة نظري. وعموماً إذا ما رجعنا إلى تاريخ برشلونة فمن الصعب جداً أن نرى إقالة مبكرة وخلال الموسم على عكس منافسه ريال مدريد. برشلونة هذا العام متذبذب كثيراً ولعل نتائج المنافسين المعروفين جعل عيوبه لا تبرز إلى العيان بذلك الشكل الكبير. فقد سقط مراراً وأمام جماهيره آخرها في مواجهة بيتيس، أمّا قمة أتلتيكو الذي خرج منها بتعادل إيجابي فأغلب المحللين يدركون بأنّ برشلونة لم يتعامل مع معطيات المباراة بشيء من العقلانية بما أنّ المنافس يركن في دفاعه، وخيارات أخذ زمام المبادرة ضائعة إلى أوقات متأخرة من المباراة.

برشلونة بحاجة إلى تصحيح بعد الأمور التي من الممكن أن تقوده إلى تحسين شكله في الميدان قبل نتائجه، بحاجة إلى حل مشكلة الدفاع التي يعاني منها والتي ساهمت في أهم مكامن الخلل لديه.

في المقابل ريال مدريد لا يبدو بحال أفضل، وإنما أموره تبدو أكثر سوءاً. لوبتيغي عانى كثيراً في التعاطي مع نجوم لا تملك حماسا جديدا بعدما حقق الأبطال في آخر ثلاثة مواسم متتالية. القابلية في تحقيق الألقاب لا تبدو بذلك الحماس، فالبقاء في القمة أصعب من الوصول إليها. كذلك الملكي لم يجدد صفوفه في ظل رحيل نجوم لها وزنها في الفريق، رونالدو في مقدمته وبشخصيته وبأدائه يصعب تعويضه وإن تمّ تعويضه فلابد من اسم ثقيل ينسي الجماهير خروجه. لا ننسى بأنّ عدداً من النجوم طالبت بالخروج أمثال مودريتش، وبالتالي استمرار فرض بقائها ينتج نسخة لا رغبة لها في تحقيق إنجاز!، هذا كله في جانب، وتجديد الثقة في لاعبين تربطهم بالعيادة علاقة وثيقة أو بالتذبذب المعروف الذي لا يحقق ما تصبو إليه الجماهير أمثال بيل وبنزيما.

أتلتيكو في المقابل يعاني من عدد من الإصابات التي أثرت على مستوى حضوره المحلي وضعف في التسجيل، وشخصياً أعتقد بأنّ تراجعه المحلي سببه الأول هو تركيزه الكبير في الذهاب بعيداً ببطولة أبطال أوروبا التي خرج من دورها الأول في النسخة الماضية. الليجا هذا العام تبدو تنافسية وأرى أن ترجع مستويات الأندية يبدو واضحاً للجميع، ونحن على موعد مع مباريات ساخنة خصوصاً في سلم الترتيب.