يقول لي ظلي


فاتن باكير | سوريا

أدخنّ عشر سيجارات على التوالي دون شفقة على نفسي .
ولا أندم....
ولما الندم إذا كانت الحياة تعطينا أسباباً للحزن !
لا أدري من منا على قيد الحياة أنا أم المرأة التي تزحف يومياً إلى جسدي لتأكلها..
ابنتي تقول لي لقد تحولت إلى مدخنة...
لكن السجائر أفضل صديق لي إنها تحترق دون أن تبكي ...


أحياناً ....
أصدق الأشخاص الذين أكتبهم على الورق
حتى أني أهاتفهم في الليل لأطمئن أنهم بخير
تقفز إحدى الشخصيات وتسألني لم أنا عدوانية إلى هذا الحد !!!
لم أقاتل وهماً وأصدقه!!!!
أنا نفسي لا أعرف... هل تصدقون!!!!

لا أريد أن أكتب عن الحرب - هذه الموضة المقيتة -
ولا عن الأحّباء الذين رحلوا ...
فهذا الوجع مللت منه وإن كان يذبحني ...
ثمة أسبابٌ أخرى للبقاء وربما النجاة
كأن تقول لنفسك هذه النفس لن تبقى معلقة كحبل متروك....
سيأتي قلب ما ويصنع منها أرجوحة..

أنت امرأة محظوظة - يقول لي ظلي - لدرجة أنك تأكلين الحب مثل قطة ....
وحين تجوعين تكتبين القصائد ....
يا له من حظ... أود أن أضحك... حتى الظل يُخدع

يومياً أفكر كيف أغادر هذه البلاد دون حقائب
لا إرث لي هنا .....
حتى رواياتي مطوية في الدرج ....

لا أريد أن أفكر بك ...
مالذي سأجنيه حين يعبث طفل كبير في مخيلتي!!
أرتمي على وسادتي وأتخيلك.....
أقبلّك وأعانقك ثم أقتلك قبل أن أغفو....
وحين أنهض في الصباح أدعوك لفنجان شاي كي تسامحني....

لا أحد يطلب مني مرة أخرى ألا أدخن ..
لا أحد يساومني على سأمي.
فكلكم تشبهونني.

 

تعليق عبر الفيس بوك