حوار مع صديق مبدع


أبو زيد إسماعيل | مصر

تبهرني طريقة تصويرك، لكن لا أسعى  إلى صناعة مماثلة ليس لأني أفقد أدوات صناعتك ولكن لأن ما بيننا من اختلاف في مفهوم الصورة الشعرية كما بين المشرقين..
حتى وإن كان بيننا اتفاق،
فأما اتفاقنا اليتيم فهو أن كلانا يرى الصورةَ في الشعر عمودَ الخيمة وما دون ذلك من عروض ...وخلافه ....هو أثاث يلتف حول العمود ليريح جلستنا بها.،
 هو مهم لكن ليس هو أساس الخيمة،
...
وأما الاختلاف- وهو كثير-فمنه أنك تحاول صناعة  الصورة في  قصر منيف به فرُش إيطالية الصنع وبلاط أوروبي
و تحف تراثيةباهظة... لا يقدر على سكنه إلا طائفة خاصة
أما أنا فأحاول صناعة الصورة في كوخ متواضع الأثاث عريق الأساس به آنية من فخار وحصيرة من سعف به الهدوء و الراحة وقلة الكلفة،
يرى فيه الفقير سكنا يستخفه يوم ظعنه ويوم إقامته...وله فيه متاع إلى حين،
ويرومه الغني ذات رغبة في الهدوء يوم يمل من صخب الحياة ،
والجمال- يا صديقي -ليس حكرا على أحد وليس له نسق ثابت،
قد يصنع الجمال من طين وقد يصنع من ذهب....
ستقول لي إن كوخك هذا سيسقط  مع أول هبة ريح ،
أقول لك ربما.....
---
لكن لا تنس أن العامة تنظر لأصحاب القصور أنهم ليسوا منهم وأنهم من طينة أخرى
وبينهم فجوة لا تسد
وكذلك الناس تنظر إلى الشعراء  أنهم من صبغة خاصة وأن الشعر رفاهية لغوية وأنا أحاول أن أذيب هذه الفجوة لأجعل الشعر لغة العامة ليقرأ الشعر محدودو القراءة،
أحاول أن أجعل الشعر ملح الناس وإدامهم
...
مهمتي أن أصنع  لغة بها عبق الأصول وبساطة العامة، وعمق الرؤية
......
ما الذي يجعلني  أشتري قطارا كاملا طالما أني لا أحتاج إلا تذكرة فقط لاستخدم القطار.

 

تعليق عبر الفيس بوك