كائنات أخرى ليس لها اسماء


زهير بهنام بردى | العراق

وكأنني على قيد حياة
يدي الطاهرة تغمس الموسيقى في أعضاء الجمال
وتتسلق كائنات أخرى ليس لها أسماء في قاموس الموتى
وكأني لست في انحدار إلى أسفل الضوء
وكأنه يمد يديه لي ويلتقط من جسدي الماء
أشم ذلك لأني من ليس على قيد حياة
أقتربُ قاب غيمتين وأجلس قرب نقطتين
شاسعا أتيه في قبضة فراغات
لم يبرد الثلج في منحدرات الثقوب بعد
لأنني جئت وعلى قيد الحياة بوضوح غبار
أصعد للأسفل عابرا هواء نحيلا يدور في قلبي
في السنة الأولي لبارحة لم تجد مقعدا شاغرا
أحسست ربما أني انفصلت عن نفسي
في عجين نمرة حرب
ويدي تبحث عني في كيس زجاج مكسور
أصعد معها إلى الأعلى
وأكشف عن عزلتي وأنا قيد موت
في بئر يخيط كل يوم أنفاسي في ثقوب قميصي
ويخربش في كوب الشاي المزخرف جنب الحائط
بدخان أسود يخرج من نعشي الراقد جنبي
ينزل أسفل قيد الحياة
***
حين عبر المشيعون باب المقبرة
صاح الميت من فوق النعش
وكان قبيحا جدا كمنقل خشب
وكما يبدو كان يتهيأ لطلب كأس أخرى
وكان عمره قد شارف الثمانين
وشاربه ما زال أسود
ويدندن ويبلع ورقة خس
ولأني لا أستحمل لحن غريبة الروح
من دون أن أبكي
ولأن الميت كان قليل الكفن
ويبدو أن حضرة زوجته الأنيقة جدا
كانت تبكي نخب موته بسعادة
وتهيء جسدها لأوقات ساخنة تحلم بحرائقها
فلم تلبس السواد وهي مثله أيضا
ثوبها قصير ويعجبها فار أويfar away
وكانت تتكتك في مشيتها
وتترك فوق التراب نبيذا لاذعا
أبيض نظر الموت من شرفة تحت سماء زرقاء
إلى امرأة رآها لأول مرة كما ادعى
وقال لا ضير بكاس أخرى
والخروج إلى بداية طريق
إلى بركة القربان المقدس
في حانة شمخي
***
مرات أدعي أني سأهشم الماء بعواء الكمنجة
وأكنس حياتي الشخصية بحافات زجاج مخدر
أفحص بشكل دقيق جدوى بقائي بفم يضحك كغانية
وأموء تحت فخذ امراة بشعة لا تثير أحدًا
مرات أنا هكذا بشعوذة أنحني فوق النار
وأسكب ممراتي المليئة بالنساء لأذوق الشمس
بكل تأكيد الظلام الحي الأبله كحمار
بفتور ينظر إلي وبما استحق من دلال
حافلا يملأ فمي بصوته
أكيد بإمكاني أن أمضغ مثله الثلج في الشتاء
................
حين أنام أنسى المصابيح مضاءة كي تشعر بالنعاس
أستلقي وأرى امرأة سوداء تختلس النظر ببطء كي لا أكون وحدي
أسترجع بعضا مما حدث لي من خلاف مع قطة مشاكسة
في معرض أقيم على ساحل فوق هامش بقايا صحف
تقول نفس الكلام بأقل جودة من أمس يستهلك سريعا
في سن الشعر أقمت جمهورية شهية للحياة
وبأبهى كابوس أطلقت تماثيلي تهذي في فم السماء
وبمثل هذا الضوء أشد كأعمى أوتار موسيقي وأجيء إليك
أتعثر بعلبة دموع وأقول لنفسي ابتسمي المقاعد ممتلئة
لنحمل الجسد طاسات ونغسل ألواح الجمال كأنّا ماء.

 

تعليق عبر الفيس بوك