عُماني الهــــوى


د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

هَمى لكِ الشِعرُ، من فعــلِ الصَّبابةِ بي/
 كما تخلّل نسـغُ القِـطـرِ من سُحُبِ
//
هُصِـرتُ  بين أريجٍ، مترعٍ، نَضِرٍ/
وبين قـافيـةٍ فتّـانةَ الطّــرَبِ
//
كالنبـع  يُهصَرُ، حـتى يستبدُّ بــــه/
وجـدٌ، فيلهـثُ  فزَّاعاً إلى اللّجِـــبِ
//
لهفي على القلبِ إن مسّتهُ هينمةٌ/
من هينماتِ الهوى،هاجت بمغتربِ
//
ضعي يديك على قلبـي إذا نطقتْ/
شفتي: عمانيُّ والمجدُ التليدُ أبـي   
//
عمانُ أترعني عشقَاً هواكِ كمـا/
تزاحمَ الغيمُ يُزجي الغيثَ في صَبَبِ
//
وقفتُ عندَ وصيـدِ  الحبِّ مغتبطاً/
وبي شموخٌ يُبـاهي هامةَ القبـبِ
//
أنا العمانيُّ قلّدتُ العُلا حُللاً/
حتّى ظفرتُ بسحرِ المجدِ في الشُّهُبِ
//
أنا العمانيُّ نلتُ الفخرَ مؤتلقاً/
بالدِّينِ، والعزمِ، والإكبارِ، والأدبِ
//
أنا العماني أغدقتُ النَّدى كرماً /
فصارَ يُعرف - في ذكر البريَّةِ - بي
//
علوتُ في صهوةِ العلياءِ محتسباً/
دربَ المعالي فلـم أنصـبْ ولم أهَبِ   
//
أرنو إلى النّجمِ منتشـياً بصحوتهِ/
أقـولُ: يا نجمُ إنيِّ هاهنا العربي
//
إنِّي دمٌّ عربيُّ النَّسغِ، مندفــــقٌ/
من نأمةِ الضَّادِ حتى صفوةُ الحسبِ
//
عمانُ ظلُّكِ والفجرُ السّنيُّ وما/
باهـت به العُـرْبُ من شأوٍ ومن رُتَبِ   
 //  
قد أنبتت بُرعمـاً مالت صبابتهُ/
إلى عيـونكِ.. يا للعيـنِ من سببِ!
//
في يوم عيدِك أزجى الشعرُ رعشتهُ/
في الخافقيـنِ كدفقِ السّيل في هَضَبِ  
//
وحينَ يذكرُ عيدٌ ينبري قمـــــــرٌ/
أطلَّ بيـن غشاواتٍ من الحُجُبِ
//
دنا إليكِ  سناءً مونقاً، خَضِلاً/
فأوقـدَ الخطوَ بعد الـَّلأيِ والنّصبِ
//
قابوسُ من شَـرُفَت بالفخر سيرتهُ/
ومن تحلّى  بعزمِ القائــدِ الأرِبِ
//
قابوسُ، والمجدُ إن نادى بأحرفهِ/
قامت له عُمُدٌ مرفوعةُ الطُّنُبِ
//
قابوسُ والشّعـرُ إن زفّتَ شواردهُ/
إليهِ تنسالُ في شوقٍ وفي طربِ
 //
صاغ التباشيرَ من روض الرّبيع ومـن/
عـزمِ الميـامينِ،صـــوغَ الكيِّسِ الذَّربِ
//
وأيقظَ الفجــرَ حتى شفَّ منبلجاً/
أروى به أُدُماً ضاقت من السّغبِ
//
في كلِّ شأوٍ له عـزمٌ وشنشنةٌ/
أسرى بها الرَّكْبُ في عجمٍ وفي عربِ
//
ها أنتِ منه النّدى وشَّى النَّوالُ به/
درٌّ يشـــعشعُ في أثـوابكِ القُشُــــبِ
//
ها أنتِ في صُعُدِ الأمجادِ ماضيــــةً/
صخّابةَ الموجِ، لا هيّابةَ العَبَــــبِ
//
وها أنا اليومَ أتلو فيكِ ملحمةً/
غـرّاءَ، مونقةً، بزّت على الخُطَبِ   
//
عمانُ هذا الهوى والشعرُ أثَّلهُ/
لفظٌ بديعٌ ، جليُّ غير مؤتشبِ  
//
أسهرتُ جفني على مغناكِ فاتنتي/
وأيُّ جفـنٍ غشاهُ العشــقُ لم يَطِبِ ؟!
//
هذا قصيدي عمانيُّ الهوى كَلفٌ/
بحبِّ غيـداءَ مُذْ بدءٍ وفي عَقبِ
//
أسكنتهُ كنفَ الأحداقِ تحرُسُــهُ/
كما يحاطُ سواد العــين بالهَـدِبِ

 

تعليق عبر الفيس بوك