كامل الأوصاف (عليه الصلاة والسلام)


د. ريم سليمان الخش | باريس

بدرٌ تبسّمَ حانيا عُلْوا
حملت يداه البِشْرَ والشأوا
//
قال اقرأي واللوح في يده
لبيتُه والسرّ لايُروى !
//
وقرأتُ حتى لحظتي وسمتْ
روحي فعفْتُ السقْطَ واللهوا
//
من حوله الأنوار ينثرها
مستمطرا بقلوبنا التقوى
//
رجلٌ به الآفاقُ مشرقةٌ
شُقت له أكبادنا رهْوا
//
صلوا على من جاءنا رغدا
سُحُبُ الندى من وجهه تُروى
//
هو مالئ الأكوان مرحمة
وعدالة بين الورى سوّى
//
دعوى بها الثقلان فوزهمُ
يشتبشرون المنّ والسلوى
//
سمحٌ على الإيمان طينته
وننال من بركاته العفوا
هو كامل الأوصاف سيرته
كالدرِّ يأسر مؤمنا يهوى
//
كانت حياة الناس متعبةٌ
وبحرّها أرواحهم تُكوى
//
قد آنس الأحياء من حَزَنٍ
ولنا رحاب رياضه سلوى
//
تصغي له الأسماع خاشعة
وهفت قلوب الخلق للنجوى
//
يمشي الهوينى غير منجذبٍ
للكبْرِ لا..لا لم يعشْ زهوا
//
متقشفٌ لله بيعته
لم تُغره النعماء بالفحوى
//
من حوله الفقراء مجلسهم
مسكا يفوح لوقتنا هفْوا
//
ووجوههم كالشمس ساطعة
ومدارها في جنّة المأوى
//
يبغون وجه الله أنهرهم
//
سبعا يطوف بذكره قلمي
وجوارحي تزدان بالنشوى
//
هو خير خلق الله أجمعهم
يسعى الفؤاد لمدحه عدوا
//
يسعى وطير الشعر يسبقه
ليقيم في محرابه شدوا
//
متلفعا بالنور مبتهجا
متنشقا من طيبه جوّا
//
صلى عليه الله مبتدئاً
بصلاته ...صلوا له تِلوا
//
يصفو ويُطلقُ قيدَ من غدروا
لا لن أرى لفعاله كفوا
//
متفكرٌ بالخلقِ معتبرٌ
ماكان من آلائه برْوا
//
متورعٌ يبقى به كلِفا
في ذكره ومسبحا سأوا
//
عن حبّه ماكان منصرفا
هو خير خلق الله إذْ يهوى
*
صلوا على من كان أطهرنا
لم يقرب الفحشاء واللغوا
//
من حوله الفقراء يجمعهم
جمع الملاك وصفّهم تقوى
//
تسبيحهم برَدا بذات لظى
هم كوثرٌ وجنانه المثوى
//
يتراحمون وكلّهم جسد
همٌّ يُصيبُ الكلّ لا العضوا
//
فقراء هذا الدين يا سندي
ذاقوا جراح الدهر والشجوا
//
لم يُبصروا في الأرض مرحمة
لم يشعر الإخوان بالبلوى
//
أبكي بلاء الناس يا سندي
ياليتني لموائدٍ عطْوا
//
ياسيدي جفّت مرابعنا
صار المدى من قمحنا خِلْوا
//
ومنابع النعماء مقفرة
ياليتني في بئرها الدلْوا
//
ياسيدي ياخير من عطفوا
إني أروم لذنبنا المحوا
//
فاشفع لنا ماكان من جُرُمٍ
سأبثُ في ميلادك الشكوى

 

تعليق عبر الفيس بوك