آنـــــــو


رياض إبراهيم الدليمي | العراق

آنو أيها النور السماوي
وحارس الجهات
دلني على العراق
أين سواد الأرض
لقد تشققت شفاهها
وأعنست بساتينها
لم أرَ الفتيات المقدسات يمرحن في مياه الفرات
لم أرَ تموز يلفح وجوههن
ويدفع بهن في الظهاري
ليرتمين في أحضانه
كل شيء بارد
لا يبعث على الخصب
يبحثن عن وجهك أيها السماوي
على أمواجه
وضفافه
لقد هجرن معابدك
رحلن وأيديهن خاليات الوفاض
والمراد
كنتَ وعدتهن بولدان سماويين
و قياصرة حروب
وفي أسوأ الأحوال كهنة من فرقك السبعة
يتلون عليهن أدعية الصبر
وكيف يوئدن نيران الوجع
ويتُبن عن الحلم
لقد صمن عن الوله
.. تعتق الوجد
.. ذبل الأجاص في الصدر
وتيبست عناقيد العنب على الشفاه
دون سؤال من احد .
الناس صائمون عن العشق
باتوا رهبنة
زهدوا البساتين المهجورة
.. صدوا بوجوههم عن العنب
.. عن نورك أيها النور
فانك لا تأبه لأحد
تشغلك المعابد
وطلاء الزقورات بالزخارف الفارسية
والأقواس المغربية
تهيم بأجساد النساء الارمنية
المنحوتة على الجدران
وعلى وسادتك الندية
بغيوم بابلية
تحمل ندى خدود فتيات حليّة - محاويلية
وعرقي المتصبب من جبهتي
وأنا اعد العوانس
بوعودكَ
بزقورات
بزواج سماوي
.. وطقس كنائسي
حيث تعزف القيثارات
والفتيات الصغيرات
يحملن أكاليل الياسمين المستورد من بلاد
كانت يسمونها الشام .
غلمان هُجروا من كل الكواكب يحملون أغصان الزيتون
الوصيفات يعزفن على القيثار
أمواج الفرات ترقص رقصة الأه
فيولد أنليل من تنهيدة لوعة الفرات
من مصائب الحروب في أعاليه
وما من منتصر.
يا آنو
يا مدلل الآلهة
لا تخسر الجهات
اكشف لنا الأفاعي المتسللة في الليالي
أرينا العقارب الحاشدة بين أعشاب السوس..
أيها المضرج بأحلام الصبايا
وحسرات الثكالى
شَيّد المعابد لتؤوي النازحين عن ديارهم
ما آلت الأوطان تصلح لأحلامهم .

 

تعليق عبر الفيس بوك