الأعياد التي تجرح عزلتي


ماجدة البارودي

اليوم سأكون مختلفا عن كل يوم آخر، أنا أكثر ابتهاجا .. أكثر حماسا وأكثر استعدادا للابتسام… ارتدي بلهفةٍ معطفي الثقيل واتلحف بشالي الصوفي الملون وها أنذا انطلق إلى يومٍ شِتائيٍّ سعيد.
الطرقات تستقبلني بسعادة، كل شيء يوحي ويهمس بالجمال، النهر الذي يرافقني على الجانب الأيمن بهدوء وكأن المراكب والطيور على ضفتيه في عطلةٍ طويلة” حتى هذا المطر الذي يكسر أزمنة الثلج بخجل شديد يبدو رائعا وهو يطرق على النوافذ بأمل وشرود…
وفي طريقي الطويل أُصادف أناسا كثيرين بينهم هؤلاء الصبية الذين تتناثر حولهم الضحكات البريئة وحيث أعرج أشاهد الجميع متلهفا إلى شيء ما رغم صقيع البرد… آهـٍ لقد تذكرت الآن، أنظر إلى شاشة هاتفي التي لا تضيء إلا إذا ما لمستها أصابعي ويذكرني التاريخ بسخرية أن اليوم يومُ عيد، استمر في طريقي محاولا عدم الاهتمام رغم ازدحام الصور في خاطري ورغم الجسر الممتد الذي شيد عالماً من الذكريات فجأة أمام ناظري…
يهذي قلبي ببعض الألم قليلاً وأوهمه أنها قوانين الغربة ثم ألم شتاتي عائدا إلى البيت وأتمنى في طريق العودة أن تختار الأعياد طريقا جانبيا لا يمر من قلبي ولا يجرح عزلتي.

 

تعليق عبر الفيس بوك