انطباعات عن الجزائر الدولي للكتاب


د. محمد بن قاسم ناصر بوححام - الجزائر
أسدل الستار على معرض الجزائر الدولي للكتاب (في طبعته الثالثة والعشرين) بعد أن حقق نجاحا كبيرا، من حيث عدد الدول المشاركة، وهي 48 دولة، ودور النشر التي بلغت ألف دار (1000)، وعدد الزوار الذي  تجازو مليوني زائر (2000000) ومن حيث تنوع المجالات الفكرية والعلمية، والأدبية التي حوتها الكتب المعروضة، ومن حيث الندوات والمحاضرات التي تضمنتها بعض أروقة المعرض.
صحب ذلك تنوع الفئات التي زارته، واشترت الكتب،  وتعرفت على مختلف حقول المعرفة،  تحاورت فيما ببنها، وقدمت ملاحظات وسجلت انطباعات، وعرضت اقتراحات، وثمنت مجهودات..
أسهم الإعلام (الرسمي والخاص، المحترف والهاوي)  بدوره في التغطية وتقديم إبداعات المبدعين، وثمرات المؤافين.
ميز هذه الطبعة المشاركة الصينية الراقية، ما بعث برسالة سامية لكل الجهات؛ مضمونها وفحواها: يجب التنويع  في التعرف على الثقافات والفكر، وعدم التركيز على الغرب في الاهتمام، ففي الشرق إبداع، وفي الشرق فكر وثقافة، مع الشرق يجب توطيد العلاقة، كفى احتكار الغرب، كفى استلاب الغرب، كفى سيطرة الغرب.
ما سجلناه في اهتمامات الزائرين: الاعتناء بكل مجالات اامعرفة، العناية بكل ما يصدر بمختلف اللغات، رد الاعتبار للكتاب الورقي، الذي لن يفقد مكانه ومكانته في الوسط الفكري والثقافي، مهما تتطور التكنولوجيا، ومهما تتقدم المكتبة الرقمية.
كذا سجلنا اهتمام الأطفال والبراعم باقتناء الكتاب والحرص  على التزود بالعلم واكتساب المعرفة..  وغير ذلك من النتائج الإيجابية والفوائد الجمة التي خرج بها معرض الجزائر، الذي يحتل المرتبة الثالثة عالميا، من حيث المشاركون الزائرون ومن حيث المبيعات.  
ما نرجوه أن تستثمر هذه المكاسب وهذه النتائج في الميدان، بعد غلق المعرض أبوابه، لتفتح أبواب المراكز والمؤسسات  والمدارس وغيرها ..لمواصلة العمل في الإفادة من الكتاب: توفيرا ومطالعة وتوجيها واخذا بأيدي النشء والشباب لاستثمار كل ذلك  في حياتهم .. فالكتاب خير أنيس وأفضل جليس، وأجمل رفيق؛ وأوفى صديق.. فلنكن أوفياء لمن فتح لنا أبواب التعلم ومنح لنا فرصة للتزود بالمعرفة.. وليكن دأبنا الاستمرارية والمواصلة والتواصل والتناغم مع ميادين العلم والتعلم..

 

تعليق عبر الفيس بوك