نصوص



جميل الجميل | العراق
(1)
[بيت]
في الشهر الخامس
يعود الصبية من مخيّمات النازحين
أحدهم يحتفظ بعصفور ميّت
يودّ أن يتعلّم الطيران
والآخر يحمل حقيبة (Unicef)
يودّ أن يحصل على الحليب المجفف
أو البسكويت المجاني
بينما أمّهم تحمل خيمة رسمت عليها صورة لبيتٍ وأرادت أن تسكن فيه!

(2)
[تحرّش]
أحد سكان المدينة الأصليين
يُمرر كلماته عبر فتحات تهوية حنجرته ويقول:
وزنك يزداد يوما بعد يوم وأنت نازح
حسنا؛ أمّي تطبخ وجبتين يوميا
الوجبة الثالثة بضعة أسئلة تسدّ رمق معدتنا
كما أنّنا نشرب ماءً مركّزا ببعض الكائنات التي تخاف النمو في الغابة وبعض الأشياء الخضراء أسفل البراميل
لأنّ الخيمة مفتوحة من الجهات الأربع نستنشق الأوكسجين كثيرا فنشبع
في حين أعرف رجلا سمينا كلّما يهينه شرطي يسمن كيلوغرام والآن وزنه تجاوز المائة والخمسين كيلوغرام
وأعرف طفلة من فرط ما تحارشوا بها ازداد طولها بشكل مفاجئ
وأطفال البالة تلدهم أمهاتهم وأسنانهم تقضم التفاح العتيق
لأنّ القُرى لا تشيخ ولا تأكل
نحن عكسها تماما
كلّما تذكّرنا شيئا نبلع الذكريات
فبعضهم يشيخون وبعضهم يسمنون وأغلبهم يموتون أحياءً

(3)
[دوران]
بعد سقوط النظام
كُنتُ نحيفاً جدّاً
وصوتي كان مُصاباً بالخمول
كنتُ حينها قصير القامة لا أستطيع النظر الى فتحات التهوية في صدور النساء
ولا سرقة البرتقال من بيت جيراننا المفقودين
بعد سقوط المدينة
أمّي كانت تطبخ لنا دخّان الوجود
وتسلقه بالضباب
تزايد وزني تدريجياً
وصرت أطول من حبل المشنقة
وخشونة صوتي جلبت لي أنثى أغنّي على شفتيها
نظرتُ ورائي
وجدّت الحصار ينتظرني
لم تكن الأيام سبباً في نضوج الأجسام
ولا الطعام ولا الحصار
بعد تحرير المدن
تعلّمت كلمات جديدة أحبّكِ
لكنّني الآن أرى الضباب يهرول
ودخان سيارات البالة يمرّ صوبنا
والنساء الملتويات الصدور يمرّرن نسماتهن
لا أشعر بشيء أبداً
فكلّ كيلوغرام من بعدكِ يُعيدني إلى كيلومترات من سقوط النظام

 

تعليق عبر الفيس بوك