في الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى

"الشياطين القديمة للحروب تُبعث من جديد"

 

 

 

  • زعماء العالم يقدمون التحية للضحايا في منتدى باريس
  • محتجة تحرج ترامب بوصفه "صانعا مزيفا للسلام"

باريس – الوكالات

قاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس تقديم التَّحية لملايين الجنود الذي قُتلوا في الحرب العالمية الأولى وأقام احتفالاً حضره عشرات من زعماء العالم في باريس لإحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.

وانضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعشرات من الأمراء والملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى لماكرون لإحياء لحظة توقف نيران المدافع في مُختلف أرجاء أوروبا قبل مئة عام.

وقال ماكرون في كلمته التي استمرت 20 دقيقة إن الذين قاتلوا في خنادق الحرب العالمية الأولى مروا بجحيم لا يُمكن تصوره وأشار إلى أنَّه إضافة إلى مقتل عشرة ملايين جندي ترملت ملايين النساء وتيتم ملايين الأطفال. وقال ماكرون والحزن مرتسم على وجوه جنود فرنسيين سابقين يلتفون حوله "الدرس المستفاد من الحرب العالمية لا يمكن أن يكون الاستياء بين الناس ويتعين عدم نسيان الماضي".  وأضاف "إنه التزامنا المتأصل بالتفكير في المستقبل ودراسة ما هو الضروري". والمراسم التي تشهدها باريس هي محور فعاليات عالمية لتكريم نحو عشرة ملايين جندي قتلوا خلال الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1914 و1918. وتأتي إحياءً لذكرى لحظة دخول الهدنة التي جرى توقيعها في شمال شرق فرنسا حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة صباحًا من يوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من عام .1918

وتضمنت المراسم قراءة أطفال لخطابات كتبها جنود ألمان وفرنسيون وبريطانيون خلال الحرب وعزف على التشيلو للعازف يو-يو ما. وأثناء مرور موكب ترامب في شارع الشانزليزيه متجهًا إلى قوس النصر ركضت مُحتجة عارية الصدر من جماعة (فيمين) المدافعة عن حقوق المرأة صوب الموكب لتصل إلى مسافة بضعة أمتار فقط قبل أن تلقي الشرطة القبض عليها.  وتظهر صور الواقعة فيما يبدو أنها كتبت عبارة "صانع سلام مزيف" على جسمها.

وفي تعبير نادر لعواطف الزعماء، تشابكت أيدي ماكرون وميركل خلال مراسم مؤثرة لإحياء ذكرى توقيع الألمان والفرنسيين على اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب.

وكان الصراع أحد أكثر الصراعات دموية في التاريخ وأعاد صياغة سياسات أوروبا وتركيبتها السكانية. غير أنَّ السلام لم يدم طويلا فبعد 20 عاماً غزت ألمانيا النازية جيرانها.

وأمضى ماكرون أسبوعاً في الإعداد لاحتفالات الأحد فجاب بلدات كانت ساحات قتال في الحرب على الجبهة الغربية لفرنسا. وأثناء الجولة حذر من مخاطر عودة النزعات القومية في أوروبا قائلا إنِّها تشكل تهديدا للقارة - وهو موضوع تطرق إليه مرة أخرى في كلمته يوم الأحد.  فقال "الوطنية هي النقيض الدقيق للقومية. القومية هي خيانة الوطنية".  وأضاف "الشياطين القديمة تبعث من جديد مستعدة لنشر الفوضى والموت" محذرا من كيف يمكن استغلال الفكر والدين وتجاهل الحقائق. وقال "التاريخ يهدد في بعض الأحيان بتكرار أنماطه المأساوية وتقويض ميراث السلام الذي كنَّا نعتقد أنا وقعناه بدماء أسلافنا".

وبعد الاحتفال عاد الزعماء إلى قصر الإليزيه للغداء الذي يستضيفه ماكرون وزوجته بريجيت.

واستضاف ماكرون منتدى باريس للسلام الذي يسعى إلى تعزيز نهج تعددي للأمن والحكم وتجنب الأخطاء التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.

وقالت ميركل في بيان إن المنتدى يظهر أن "اليوم هناك إرادة، وأتحدث هنا بالنيابة عن ألمانيا وبقناعة تامة، لفعل كل شيء من أجل تحقيق نظام أكثر سلمية في العالم على الرغم من أننا نعلم أنه ما زال لدينا كثير من العمل لننجزه".  ولم يحضر ترامب الذي يتبنى سياسة قومية تقوم على مبدأ "أمريكا أولا" المنتدى.

تعليق عبر الفيس بوك