يوميات الصبا والجمال


أسامة الحاوي – مصر

ليس من السهل أن تُبتلى بمسّ الأدب .. والكتابة !
يتنامى قلبك الصغير .. يكتظ بالشعور سلباً وإيجاباً
تعظم التوافه تزداد الحمول.. تكثر الفرضيات وتتزاحم الصور بيانية أو وهمية
تغوص في بعض التفاصيل.. قد تُغرقك .. لا ينجيك إلا الله بإلهامك بوحاً يكون إسعافاً قبيل اختناق الحرف وحبس النفس..
في الرابعة..
لا تزال كراسة الكُتّاب التي لقنني فيها الشيخ محمود خليل جاد - رحمة الله عليه - ..أبجد هوز
تبعث من بعيد بأنوار تهز القلب هزا وحنينا للمرحلة وطقوسها
في السادسة..
كتبتُ سطراً يبدي إعجابي بزميلتي.. بعدما تفنن الجميل ا. بحر شوقي في الغوص بنا في بحور الخط والعربية
في الثامنة..
كتب لي شهادة تقدير على ورقة فلوسكاب ذهبت لتوقيعها من الوالد كناظر المدرسة.. ابتسم وطواها وأخبرني بانشغاله ثم شرح لي لاحقاً أن زملائي ربما لا يفهمون الأمر كما هو وقد يختلج صدرهم .. فذاكر بجد وحين تكون الأول في الشهادة الابتدائية أو الإعدادية ستنهمر عليك شهادات التقدير وسيوقعها لك من هو أكبر من ناظر المدرسة
وليس إلى الآن من هو أكبر منه رغم رحيله ورغم شهاداتي التي وقع بعضها وزراء!
في الشهادة الابتدائية..
كانت درجتي في اللغة العربية النهائية ..50 من 50 .. أذكر جيداً كم استغرب والدي أن يُمنح طفل الدرجة النهائية في التعبير واللغة العربية وكذا سعادته وتقديره للأمر!
في الإعدادية..
أخبرني الأساتذة الأفاضل أنهم كانوا يعرفون ورقة إجابتي من الخط والتعبير وكان من حسن حظي أن أكون مع الدرعمي الفاضل ا. محمد دسوقي الذي أثرى حصيلتي اللغوية بما لا يسعني شكره على ذلك.
- بالتأكيد لم يكن الأمر احترافياً ولا ناضجاً بما يكفي للإشادة بجماله وأثره لكن كانت بيني وبين القلم والدفاتر دوماً علاقة خاصة.. وكأن الله يخلق لك أكثر من قلب وأكثر من لسان.
حبِّبْ إليك الصمت ومتِّعكَ بأفلاك الخيال .. تضيف نكهاتك الخاصة للحبكة وتنتقي ما يصعب على اللسان البوح به .. ربما تهرب مما قد لا تستطيع العيون مواجهته أو ربما لأن القلب فاض بحزنه أو فرحه فيحب أن ينثر في الدفتر ما جال بالخاطر دون قيد أو حدود -
بدأت مراهقتي بكتابة اليوميات وكأنها فيما بعد سميت "مدونة "

 

تعليق عبر الفيس بوك