المدفـــــــأة


أحمد بن هلال العبري | سلطنة عُمان
( حين تكون مغتربا ولا يشعر بك في ليالي الشتاء إلا المدفأة فسيكون حديث الجمر للجمر" وكل غريب للغريب نسيب")

أمدُ يديّ إلى المدفأة
فيفجأني ضحكُ المدفأة
//
وأنظر حولي فإذ بفراغ
يلملمُ لي وحدةَ التجزأة
//
فيفرغُ قلبي لضحْكاتها
وينعقدُ الصوتُ بالفأفأة
//
لماذا ضحكتي؟ أمن رعشةٍ
بجسمٍ سباه الذي أفجأه
//
أمن وجهِ مغتربٍ قد رأى
بحمرةِ جمرِالغضى ملجأه
//
أمن ؟ فأجابتْ : فؤادُك جمرٌ
أمن غيره تنشدُ التدفئة؟!
//
وأضلاعُه بين موجٍ اشتياقٍ
يُبلّغه بالأسى مرفأه
//
فيا أحمدٓ الشوق كم أصطلي
بجمرِ فؤادك مذ أنشأه
//
ويأ أحمدٓ السرِ سر للفؤادِ
وفتش لتعرفه مخبأه
//
ويا أحمدٓ الثلج، ثلجِ الشتاء
شتاءِ ليالي الهوى المطفأة
//
ويا أحمد ال_.  فقطعتُ الحديثَ:
تعبتُ تعبتُ من اليأيأه
//
دعِ الجمرٓ للجمرِ يا مدفأة
يذيعُ الذي الجمرُ قد أنكأه
//
دعيه يذوب اشتياقا إلى
أنيسِ الفؤاد الذي أصبأه
//
دعيه يبوحُ بما خبّأت
زواياه من رقّة اللؤلؤه
//
فمهما تنآتْ ستبقى به
بأشواقها تضبط التهيئة
//
وتغرس حرّاسها حوله
كجندٍ يحيطون بالمُنشأة
//
فإنْ مرّ ريمٌ قضى نحبَه
بدربٍ الى القلبِ قد أخطأه
//
يظن البنفسجٓ ثوبٓ الحرير
وأن فؤادي لها هيأه
//
وما علم الريمُ أن الهواءٓ
به الأكسجينُ بهذي الرئة
//
فيشتعلُ القلبُ في  شهقةٍ
بمٓن قد تعبا وما عبأه
//
فكوني بعيدا ومُدي سلاما
سلامٓ الأصابعِ للمدفأة

 

تعليق عبر الفيس بوك