انتكاسة ترامب.. نتائج "الكونجرس" تخيب آمال ساكن البيت الأبيض

الرؤية- الوكالات

فقد الجمهوريون أغلبيتهم في مجلس النواب لصالح الديمقراطيين، بما يشكل تحدياً حقيقياً لأجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب السياسية والاقتصادية، وبما يمثل انتكاسة لجهوده الحثيثة للسيطرة على الكونجرس الأمريكي.

وفيما يهم الأسواق المالية الأميركية تأتي النتيجة الأولى المباشرة أن الأغلبية الديمقراطية الطفيفة في مجلس النواب قد تمكنهم من عرقلة مشروع الاقتطاعات الضريبية التي يخطط لها ترمب.

في المقابل، سيصبح للديمقراطيين صوت أعلى في المطالبة بنظام رعاية صحية أفضل ومحاولة التمسك بنظام "أوباما كير" الصحي.

ويبقى موضوع الحرب التجارية في الواجهة، إذ من المتوقع معارضة الديمقراطيين لفرض رسوم جمركية جديدة على الصين. كما أن للديمقراطيين صوتا مرتفعا في معارضة الخط المتشدد لترمب في ملف الهجرة.

لكن رغم المخاوف من اشتداد المواجهة بين الحزبين، يقول التاريخ شيئا آخر عن حركة الأسواق، فبالرجوع إلى تحركات الأسهم الأميركية في الاثني عشر شهرا التي تلي انتخابات التجديد النصفي، نجد أنها شهدت ارتفاعات على السنوات الماضية.

وتوعدت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، بفرض "ضوابط ومحاسبة" من جديد على إدارة الرئيس دونالد ترامب، مؤكدة أن أمريكا سئمت الانقسامات.

ومع ذلك أعلنت بيلوسي المعروفة بمعارضتها الشرسة لترامب وإدارته، في الوقت نفسه، أن حزبها لن يشن حربا على الجمهوريين بعدما استعاد السيطرة على مجلس النواب.

وقالت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم، بعد تأكد انتقال السيطرة في مجلس النواب إلى الديموقراطيين في الانتخابات التشريعية النصفية، قالت "الأمر اليوم يتخطى الديمقراطيين والجمهوريين. الأمر يتعلق بترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور بمواجهة إدارة ترامب"، متعهدة في المقابل بـ"العمل على التوصل إلى تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات".

وفي أول تعليق لها على النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس نقلت قناة الحرة الأمريكية اليوم الأربعاء عن بيلوسي قولها، إن الديمقراطيين سيستغلون فوزهم بأغلبية مقاعد مجلس النواب لتنفيذ جدول أعمال يحظى بتأييد الحزبين لدولة "عانت بما يكفي من الانقسامات".

وهذا الانتصار الديمقراطي سيكبل عمل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في النصف الثاني من ولايته حتى العام 2020.

واستعاد الديمقراطيون مجلس النواب لأول مرة منذ العام 2010، فيما احتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في مجلس الشيوخ مع احتمال زيادتها بمقعد أو مقعدين، بحسب شبكات التلفزيون الأمريكية.

وفي أول إقرار من ترامب بالهزيمة، على الرغم من إعلانه قبل ذلك أن النتائج كانت رائعة، هنّأ ترامب بيلوسي على فوز حزبها بالأغلبية في مجلس النواب.

 ومن المتوقع أن تسعى بيلوسي لمنصب رئيس مجلس النواب، والذي شغلته لمدة أربعة أعوام، بداية من عام 2007، وكانت أول سيدة تتولى رئاسة المجلس.

وبيّن الاستطلاع الرأي الذ أجرته قناة CNN التلفزيونية، أن نحو 39 % من الناخبين الأمريكيين صوّتوا في انتخابات الكونجرس، معبرين عن عدم دعمهم لسياسة الرئيس دونالد ترامب، و26 % فقط دعموه.

وفقا للقناة، قال 33% آخرون من الناخبين إن شخصية ترامب ليس لها أي تأثير على قرارهم في التصويت.

وفي الوقت نفسه، أفاد 56% من المجيبين، بأن البلاد تتحرك حسب رأيهم في الاتجاه الخاطئ، فيما قال 41% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يختلفون معهم.

وخلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي التي جرت يوم أمس الثلاثاء، تمت إعادة انتخاب مجلس النواب بكامل أعضائه (435 عضوا) وحوالي ثلث أعضاء مجلس الشيوخ (35 من أصل 100 عضو).

وانتزع الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب من منافسيهم، فيما احتفظ الجمهوريون بأغلبية في مجلس الشيوخ. والسيناريو المتوقع بناء على هذه النتائج، يتمثل بأن العديد من المبادرات التشريعية لترامب يمكن أن تواجه مقاومة كبيرة من المشرعين، كما يقول الخبراء.

 

تعليق عبر الفيس بوك