الإقبال على التصويت هو الأعلى منذ نصف قرن

أمريكا: "التجديد النصفي" استفتاء على "شعبوية ترامب".. و23 مقعدا تمنح الديمقراطيين "قُبلة حياة"

واشنطن - الوكالات

أدلى الأمريكيون بأصواتهم أمس في انتخابات تحدد ميزان القوى في الكونجرس وتشكل مستقبل رئاسة دونالد ترامب بعد حملة دعاية انقسمت فيها الآراء وشهدت خلافات بشأن العنصرية والمهاجرين وغيرها من القضايا. وينظر لأول انتخابات على مستوى البلاد منذ فوز ترامب بالرئاسة في تحول مفاجئ عام 2016 بمثابة استفتاء على الرئيس الجمهوري الذي أثار حالة استقطاب في البلاد وعلى سياساته المتشددة، كما ستمثل اختبارا لمدى قدرة الديمقراطيين على تحويل طاقة المعارضة الليبرالية المناهضة لترامب إلى فوز من خلال صناديق الاقتراع.

وقال ترامب لأنصاره في فورت وين بولاية إنديانا في واحد من ثلاثة لقاءات شعبية لتشجيع الناخبين على المشاركة في آخر يوم قبل الانتخابات "كل ما حققناه معرض للخطر غدا".

ويجري التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب وعددها 435 مقعدا وعلى 35 من مقاعد مجلس الشيوخ وعلى 36 من مناصب حكام الولايات في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وتتركز على سباقات تنافسية من أقصى شرق البلاد إلى أقصى غربها تشير استطلاعات الرأي إلى أنها يمكن أن تحسم في أي من الاتجاهين.

وترجح التوقعات حصول الديمقراطيين على 23 مقعدا إضافيا على الأقل يحتاجونها لتحقيق الأغلبية التي ستمكنهم من عرقلة جدول أعمال ترامب التشريعي والتحقيق في تصرفات إدارته. ومن المتوقع أن يحتفظ الجمهوريون بأغلبيتهم الصغيرة في مجلس الشيوخ والتي لا تزيد على مقعدين حالياً وهو ما سيسمح لهم بالاحتفاظ بسلطة الموافقة على تعيينات المحكمة العليا وغيرها من الترشيحات القضائية.

ويهدد الديمقراطيون كذلك باستعادة مناصب الحكام في عدة ولايات منها ميشيجان وويسكونسن وأوهايو مما سيدعم الحزب في هذه الولايات في انتخابات الرئاسة المقبلة في عام 2020.  وفي خلاف في اللحظات الأخيرة سحبت إن.بي.سي وفوكس نيوز وفيسبوك إعلانا لحملة ترامب وصفه منتقدون بأنَّه عنصري. ويعرض الإعلان الذي تبلغ مدة عرضه 30 ثانية لقطات مصورة لمُحاكمة مهاجر غير شرعي من المكسيك أدين في قتل ضابطي شرطة عام 2014 ومعها لقطات لمهاجرين قادمين من المكسيك. وأدان منتقدون بعضهم من حزب ترامب الإعلان باعتباره يثير انقسامات عنصرية. ورفضت شبكة سي.إن.إن الإخبارية عرضه قائلة إنه "عنصري".  ويتوقع خبراء أن يكون الإقبال على التصويت هو الأعلى في انتخابات التجديد النصفي منذ 50 عامًا.

وقال مايكل ماكدونالد الأستاذ بجامعة فلوريدا الذي يرصد بيانات التصويت المبكر إن عدد من أدلوا بأصواتهم بالفعل بلغ على الأرجح حوالي 40 مليونا بالمقارنة مع 27.5 مليون أدلوا بأصواتهم في التصويت المبكر في انتخابات التجديد النصفي عام 2014.

ومن ناحية أخرى قال حقوقيون أمريكيون إنهم منتبهون لأساليب يمكن أن تعطل التصويت لأن الشكوى من مشكلات في تسجيل الناخبين ومن المعدات التالفة ومن الترويع كانت سمة مميزة في عمليات التصويت المبكر التي بدأت قبل شهر.  ويقول ديمقراطيون ومنظمات حقوقية إنهم يواجهون صعوبات مع مجموعة من القيود على التصويت في هذه الانتخابات. فقد طرحت ولاية نورث داكوتا شرط تقديم بطاقة هوية يقول السكان الأصليون إنه يعد تمييزا ضدهم ونقلت كانساس وجورجيا أماكن مراكز الاقتراع وغيرت تينيسي قوانين تسجيل الناخبين مما أدى إلى رفع أسماء بعض الناخبين من القوائم.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه كان يتمنى أن يتحدث بلهجة أقل حدة في أول عامين له في السلطة لكنه واصل في الوقت نفسه هجومه العنيف على عدد من الديمقراطيين وإثارة المخاوف بشأن الهجرة عشية انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

وعندما سئل في مقابلة أجرتها معه سينكلير برودكاستينج، إحدى أكبر شركات تشغيل محطات التلفزيون الأمريكية، إن كان هناك ما يأسف عليه في أول عامين له كرئيس قال ترامب "أقول اللهجة".  وأضاف "كنت أود التحدث بلهجة أقل حدة بكثير. أشعر إلى حد معين إنه ليس لدي أي خيار... ربما كان من الممكن أن أكون أقل حدة من هذه الناحية".

وأدلى ترامب بعدد من الأحاديث لوسائل الإعلام وشارك في تجمعات انتخابية في أوهايو وإنديانا وميزوري عشية الانتخابات التي ستُحدد ما إذا كان حزبه الجمهوري سيحتفظ بالسيطرة على الكونجرس.

وخلال تصريحاته لم يظهر ما يدل على رغبته التي أبداها في أن تكون نبرته مختلفة وأقل حدة. فقد هاجم المرشح الديمقراطي لمنصب حاكم أوهايو ريتشارد كوردراي ووصفه بأنه "شخص سيئ". كما عاد إلى الخوض في موضوعات مألوفة حيث سخر من السناتور الديمقراطية إليزابيث وارن ووصفها بأنها "بوكاهونتاس" نسبة إلى الهنود الحمر السكان الأصليين للولايات المتحدة.

وقال ترامب إنه ليس راضياً عن النقد اللاذع في السياسي الأمريكي لكنه أرجع ذلك إلى موسم الانتخابات. وفي إنديانا قال ترامب إن الديمقراطيين يشجعون "ملايين الأغراب (الذين دخلوا البلاد كمهاجرين) غير شرعيين على خرق قوانينا وانتهاك حدودنا واجتياح بلادنا".  وقال في المقابلة "هذه ليست عنصرية. المسألة أن الناس لابد أن تأتي إلى بلادنا بطرق مشروعة وإلا فلن يكون لك بلد".

 

تعليق عبر الفيس بوك