لستَ مثلي! ..


د. ريم سليمان الخش – باريس

لستَ مثلي لا لستُ ربّا عليّا
يدهسُ الوقتُ هامتي منفيّا
//
قلِقُ الروح مبعدٌ متشظِّ
تائه الركب مُذْ هبطتُ قَصيّا
//
كم تقلّبتُ بين علمٍ وجهلٍ
أُلبسُ النورَ ليله الوهميّا
//
ويقيني على شفير ظنوني
راح يهذي مذبذبا فوضويّا !!
//
وخيالي مقصقص الجُنْحِ يهوي
كلّما طار عاد أرضا إليا
//
أزرع الحزن سكرةً من جنونٍ
علّني في الجنون أغدو هنيّا
//
جائع القلب قمح روحي معنّى
صام دهرا ومايزالُ بليّا
//
من أمامي مفاتحُ الغيب لغزٌ
يجهلُ العقلُ سبْرها الضوئيا
//
مثل جهلي لرحلة الضوء لمّا
يركب المرء مركبا كونيا
//
لستَ مثلي ودمعيَ (الـ) صار غيما
يُمطر الأرض حزنه الأبديا !!
//
غائر الجرح كل مابي نزفٌ
أشتهي الموت ناسيا منسيا !!
//
بعضُ دربي ممرّغٌ باشتهائي
يلبس اللهوَ ماجنا عبثيّا
//
بعضه قابضٌ على الجمر حرٌّ
يمسك الذكرَ ناسكا وتقيّا
//
كاملَ الوصف ما أردتُ ابتعادي
عنك يوما ولا فُطرْتُ عصيّا !!
//
بيدَ أنّي ممزقُ الخطو أمشي
تعب النعلُ واستكنتُ ملّيا!!
//
جفّ بئري وظلمة الليل طالت
وخفافيشُ الظُلْمِ حطّت عليا
//
لوّعتني وأُخمدَ (ال..)كان صوتي
كلّما صحتُ (يا...) يعودُ خفيّا
//
لستَ مثلي بل كنت ربّا عظيما
فاطرَ الكون نورَه الأزليا
//
مبدع الحبّ أنت حبّ فؤادي
كن رحيما وغافرا مالديّا

 

تعليق عبر الفيس بوك