قبَّلته


د. ريم سليمان الخش | باريس
بقبلته تجلّت معجزاتُ
كما لو من تنهدها الحياةُ
//
كما لو في تأوّهها غموضٌ
وتشرحه العيون البارقاتُ
//
بها التمعت بروق الشوق تترى
وأُتبعتِ الغيوم الراعداتُ
//
ففجرت المشاعرَ سائغاتٍ
لها في كل ساقيةٍ جباةُ
//
وأشرقت الوجوه بجنح ليلٍ
بحبٍ في تلهّبه انفلاتُ
//
فحوّلت الذوات إلى فراشٍ
تحرّقه الشموع الذائباتُ
//
بقبلته بدا زمني غبارا
به انتسفت بأربعها الجهاتُ
//
وقد غدت الدقائقُ نابضاتٍ
بأحرفَ ليس يفهمها النحاةُ
//
بها من فيض إعجازٍ بليغٍ
أساطيرٌ بوجدٍ زاخراتُ
//
كأنّ شفاهه ابتكرت حروفا
لتعجز عن تهجُؤها اللغاتُ
//
يخطُ بها مع الأشواق نجوى
بها انبثقت معانٍ خالداتُ
//
تلاحقها إلى وصلٍ نقاطٌ
وتتبعها بلهوٍ وشوشاتُ
//
ويعزفها ببحر الشعر لحنٌ
به رقصت صدورٌ مائجاتُ
//
به الإيقاع وزنٌ مستفزٌ
لتقبله قلوبٌ ثائراتُ
//
بقبلته المسامُ غدا زهورا
تراوده رموشٌ حالماتُ
//
وقد هجعت بضفتها طيورٌ
ليشربها بسكرته الفراتُ
//
بقبلته اتخذتُ مقام عشقٍ
لتبدأ عند مدخله الصلاة

 

تعليق عبر الفيس بوك