شعر..


بلة محمد الفاضل| السودان

يدُ الإثمِ..
تباً ليدٍ مبتورةِ الوصلِ،
بقلبٍ تغمرهُ الرحمة..
وتباً لأصابِعِ خيبةٍ،
تنسجُ مكرها على جسدٍ غضٍّ،
فتهدرُ طفولةً كانت باهِرة.

===
وداعُ الغريب
سأغادِرُ الآن...
مُترنِماً بضحكةٍ،
وشغبٍ،
حبيسينِ..
بعبقِ حديثٍ لم أدسّهُ بمسامِكِ..
الليلةُ جاءتني بِشاراتُ الصمتِ الأكيدِ،
أهلكتُ صدري بالوساوِسِ،
والسهرِ،
والدُّخانِ...
ففتحتُ لليقينِ الأبيدِ:
نوافِذَ الرُّوحِ..
فكوني بذاتِ الألوانِ التي أحببتُها عليكِ،
وكوني وِفقاً للانتظارِ:
موشاةً بابتسامِكِ الملائكي،
فقد ذهبتُ للضفةِ الأخرى،
بجسدٍ مُتآكِلٍ رثٍّ،
وبين ضفتيكِ ثبّتُ الوجود.

===
تعالُق
ما كان فؤادي
عالِقاً في
سقفِ رغبتِها
ولا أصابعي دؤوبة العزفِ
لترطنَ
بين روضتِها
ولكني شغِفتُ
بلحنٍ شارِدٍ
يأخذُ الألوانَ
من عقيرتِها
والنّهرُ لا يرتادُ بالماءِ
ربوةٍ
خبأتْ سحرها
تحت رجفتِها
إن الحدائقَ
نضاحةَ الطيبِ
لا تطوي نداها
بصدرِ زهرتِها
والشوقُ،
يا للشوقِ،
يعدو عاريًّا
لا يعرفُ الإفصاحَ
إلا عند حضرتِها
وجِد الجمالُ لما أقبلت
والتفتِ الأشجانُ الضخمةُ
بدقيقِ رقتِها

===
من أخفى النّهرَ في جيبِهِ
وتسلل الماءُ من أصابِعِ النّهارِ
كالطيفِ المسافرِ
يحملهُ ربيعُ الرُّوحِ
ليروحَ في شفقِ الغياب.
هذا وبالنّهرِ ارتدادُ الصوتِ
وما ذاب من غناءِ الفوتِ
وموسيقى..
موسيقى ترد إلى المجازِ:
اللحنَ والكلماتَ
والنشوى
وتصفيقَ السّحاب.
كُلُّ الوجوهِ ترجفُ وسعها
هذا وقد ضحك الحنينُ على تجاعيدٍ
خبأتها خلف صبرٍ مستحيل.
الليلُ تغريدٌ على أغصانِ طيرٍ
لم يُماسِسْ في اتزانٍ:
شمسَ يومٍ آيلٍ للانتفاضِ
على تفاصيلٍ لويل.
كيف للدُّنيا..
وقد مجّ الصغارُ:
ظِلَّ براءةٍ أودى بنضرتِهِ جحيمٌ شبّ في الأحلامِ...
كيف..
وهذه الدُّنيا بسطوتِها
ليست جناح..
كيف للدُّنيا نمدّ الليلَ حيل.
هذا وقد رقص الغرابُ على الخرابِ
وراح ينبشُّ الآهاتَ
يرسلُها إلى كفٍّ يرقعهُ:
سوءُ كيل.

==
ريقُ الاجتياح
تالِفُ المِزاجِ،
في تآلُفٍ وأخيلةٍ بليلة.
تحصدُني كعُشبٍ:
مناجِلُ الوقتِ،
وأسهو.....
أنشدُ سماحةً لأرضٍ
قاحِلةٍ
صقيلة.
أو ليس من سحابٍ عابِرٍ،
يحضُنُ الودقُ:
أنفاساً عليلة؟
خلِّني خِلِّي..
فبين الأصابِعِ:
آثارُ موسيقى،
لا، لن يطالها المحو..
ستتدلى لدوزنةِ الأرواحِ الجميلة.
خلِّني .......
امتطاءُ الندى للنّارِ،
يبدأُ..
كيفما تشعبتِ الجِراحُ،
بالكعابِ الطويلة.
الليلةُ،
يا صدى اجتياحاتٍ،
على فضاءٍ يرشُّ الأريجَ،
ترتاحُ.......
وإن بادرتكَ الرِّياحُ بالزجرِ،
تقلصتِ المداراتُ النبيلة..!!
===
المحاربُ الأخير
في وقتٍ يتناسى الناسُ فيه
أخِرَ ما أحصوه
من رهانٍ خاسِرٍ
يقفزُ البرقُ إلى وردةٍ
أغفت في صروحِ الظنِّ
بأريجٍ حاسِرٍ
ويطعنُ بوشوشتِهِ صلدَ السماءِ
ليتدلى الرزازُ
بابتهاجٍ ساحِرٍ
ويصنعُ بابتساماتِهِ
براحاتَ ضوءٍ
لأنينٍ ضج من حنينٍ
كاسِرٍ
هُدِم النوى
فاستراحت على أزيزِ الوجدِ
آهاتُ نجمٍ سافِرٍ

===
هجر
يرتشفُ القلبُ هوىً من دنِّ البصرِ،
يضخُ رؤىً،
تنسابُ على مرأىً من دقاتِ خليلٍ،
خلى الدرب.

===
يا بنات الخِمار...
على تكدُّسِهِ تحت الخِمارِ
يطيرُ الجمالُ من خيالٍ ضالٍ
لخيالٍ مِدرار.
يا بنات الغطاءِ
يتلألأُ في الخفقِ إليكن
ابتسامٌ
وقد وقر بالفِكرِ نحوكن
افتخار.
هذا وإن هتف القدُّ
خارج الأسرِ
اعتلى مدارات الانتباهِ
فالجسدُ في حياةِ الناسِ
رسولٌ
سينطقُ لا محالة
عن شغفٍ بتار.

فلا تلُمن إن ندت
)من النظرِ المُباحِ
عن مجنونٍ بالتفاصيلِ(
صرخة احتضار.
==
التيهُ والضوء
الضوءُ أبداً لا يُرتقى إليه بالسلالِمِ
لا ولا بالوثبِ في فراغِ الأحلام
الضوءُ طِفلُ الدروبِ المعالِمِ
منهجُ الندى على مدارِ الأيام
حسبُكَ التوهجَ في أفئدةِ الأنامِ
فما نفعُ اللغطِ الفجِ أو الاقتحام
زينةٌ للدّارِ نفسٌ ترشحُ بالوئامِ
فهل بالدراهِمِ يشري الضوءَ الكرام
كُنتَ حُجتنا ضد كُلِّ التمائمِ
لكنا الساعةَ بلا صدرٍ بوجهِ اللئام
==

خاطِر
لأجلِ الماءِ..
ها قد قُلتُ:
نعم!!
لما رُحتُ أُفتشُّ:
بعضَ الماءِ،
فكان لغم!!
أن الماءَ إذا ما هلَّ:
ابتلَ هزيعُ النفسِ:
نغم!!
==
أحزانُ هوى
الحُزنُ الذي احتضنتهُ الأزاهِرُ
شفّ ما بالأريجِ من حبور
هذا وقد دندنت بالنفسِ المشاعِرُ
فما ظلّ أمام الهوى سور
إنه أوانُ العزفِ المُستحبِ المُستثارِ
وما الغِناءُ إلا برزخَ نارٍ ونور
أربكتنا حِدةُ التباريحِ والانكسارِ
تحت سماءٍ عانقتنا بمطرٍ وديجور
هب أن للأحزانِ سِّرّها المستورِ
فهل من مجالِ فرارٍ أو عبور!!

 

تعليق عبر الفيس بوك