والشعراء يتبعهم الغاوون

يسرى هزاع | سوريا


هَجَرْتُ الشِّعر َ طلقْتُ القَوافي
وأعْلنْتُ الحِدادَ على المَرافي
//
هيَ الشَّكوى تُمزّقُني التِياعاً
بِأَرْضٍ مَلَّها وَجَعُ التَّجافي
//
ولكنَّ المَواسِمَ قاحِلاتٌ
فُصولُ العُمْر تنبئُ بالجَفافِ
//
إذا ما ماتَ وَحْيُ الشِّعْرِ حُزْناً
وأَثْقَلتِ الهُمومُ مَدى شِغافي
//
وتاهَ الدَّرْبُ في صُبحِْ المَرايا
فَكيفَ لِشاعِرٍ وَصْلُ الضِّفافِ
//
كَتَبْنا في الرَّوائعِ ذاتَ حُسْنٍ
و ألهَبْنا المَشاعِرَ بالتَّصافي
//
وأبْدَعْنا القَصيْدَ خِضابَ حَرْفٍ
لِشلّالٍ نَقِيِّ الحِسِّ صافِ
//
حَناناً.. كمْ نَتوقُ إلى وِصالٍ
ونُخْفي في الصُّدورِ رُؤى اخْتِلافِ
//
ونَخْشى في المَلامَةِ أَهْلَ وُدِّ
و ما خُنّا الأَمانَةَ باحْتِرافِ
//
كَثيرُ الشِّعْرِ مَوْئِلُهُ الخَطايا
لِبَوحِ السِّرِّ ما قَدْ كانَ خافي
//
فَيَتْبَعُهُم غُواةُ الشِّعْرِ عِشْقاً
ويُخْلِفُ بالوُعودِ ولا يُوافي
//
وأصْدَقُ شِعْرِهِمْ ما كانَ كِذْباً
وأعذَبُهُ كَرَقراقِ السُّلافِ
//
وأيُّ بَلاغَةٍ في الوَصْفِ هَذرٌ
وَوَحْيُ الشِّعْرِ مَمْسوخٌ خُرافي

تعليق عبر الفيس بوك