صَومعة

د. على عمران


ذَهَبَتْ للحقْلِ بِمُفرَدِهَـا
فَمَشيتُ
حَثيـثًا
للحقْلِ

فاتَنـَتي تلْبَـسُ فُسْـتانًا
مَشْغولًا مِن خيطِ الفُلِّ

نَزَلَتْ للـنَّـهرِ يُلاحِقُـهَا
شَعْـرٌ
مَفْـرودٌ
كالظّلِّ

عانَقتِ الموجةَ وامتزَجَتْ
كَتَدَاخُـلِ طَلٍّ في طَلِّ

خَرَجَتْ والنُّورُ يُلمْلِمُ في
أطرافِ الشَّعْـرِ المُنْحَلِّ

التُّوتةُ تُسْـقِطُ سُـكَّـرَها
وفتـَاتي تَخْطُـرُ في دَلِّ

دَخَلَتْ في رُكنٍ من شَجَرٍ
فَدَخلْتُ
فقَالـتْ: يا ذُلِّي

لَطَمَتْ خَدَّيها
واخْتَـبأتْ
خلْفَ الصّفْصَافِ المُـتَدَلّي

وأَبَانـَتْ نِصفًا مِـن قَمَـرٍ
مسْحورٍ
زلزلَني كُلّي

فاصطَكَّـتْ رُوحي كَـنَبيٍّ
ينتظرُ الوحيَّ عـلى تـَلِّ

قالتْ: هلْ تَرْغَبُ في شيءٍ
يا شاعرَ قرْيتِنَا قُـلْ لي ؟!

فَأَجَبْتُ: عُيُونُكِ صومَعَةٌ  
ما جِئْــتُكِ
إلّا لأُصَـلّي!

تعليق عبر الفيس بوك