عبد الله الجيزاني – لندن

ومضةٌ ذاهلةٌ
وأخرى تقاوم
 تعدو مسرعة
يحتضنها التيه
المدى المسكون
تحرسه خيباتي
 الومضه الشاردة
 اجتازت مسافات
 الوجد الظامئ كله
 حاصرتها أفلاكٌ منهكةٌ
حطت ظلالها بإنزعاج
 تداركتها لهفة محب
واستقرت واجمة
كالغريب
وهي ترى كل ذلك
 بتمعن واندهاش
وبثقل اللحظه تلك
وجدتها تطيل الوقوف
 ترمقني نظرة
 طاعنة بالتذلل
أربكت صباحي
وفاقمت لواعجي
إن ابتدأت متردداً
كان نهاري متعبًا
وأصبحت حيرتي
 شديدة التوجس
 تصيب مواقيت
انتظاري بالتلكؤ
رغبتي التي أخاف
أن يعتريها النسيان
تطلُ عبر النوافذ
المهجورة من سنين
سأغامر وحيداً
يحدوني أمل شفيف
بما أملكُ من فطنة
يملأ جوانحي الإصرار
وأسرع إليكِ كل مساء
كأسي الذي أثخنتهُ
 جراح الغياب
لا أصحو مِنْهُ أبداً