مُعلم قرآن يصنع ألف إمام مسجد

 

حمود بن علي الحاتمي

 

 

شكَّل مُعلم القرآن الكريم نواة حقيقية للمدرسة العُمانية على مر العصور فكانت تلك الشخصية لها التأثير في التنوير الذي يحدث في القرية ومرجعا فقهيا ومصلحا اجتماعيا، وله الشورى في أمر القرية وما يدل على ذلك ما قام به طلبة المرحوم سالم بن محمد الجابري من قرية المسفاة بولاية الرستاق بإطلاق مبادرة تحمل اسم مُعلم القرآن المرحوم سالم بن محمد الجابري وهي مسابقة حفظ القرآن الكريم وقد قاموا بالتنظيم والتمويل حيث بلغت التبرعات حدود 4000 ريال عُماني، كم انشرح صدري وأنا أقرأ هذا الخبر في موقع إخباري إلكتروني وكم شعرت أنَّ المعلم لا يزال أثره باقيا وكم أدهشني هذا الوفاء من طلابه.

كم كانت بركات القرآن الكريم تظللنا ونحن نسمع ترنيمات التلاوة من معلمي القرآن وتلقائيتهم دون تكلف.. ومن خلفهم الطلاب يرددون آيات ويصححون المخطئ، كم اشتقنا لحلقات القرآن التي يعقدها معلم القرآن.

أخذت جولة في قرى عيني والعلاية والغشب فكم آلمني وأنا أشاهد مدارس قرآن خاوية على عروشها سرحت بخيالي مشهد المعلم محمد بن عمران في مدرسة بيت القرن وهو يوزع أدوار التسميع بين الصبيان والبنات والقلب ينفطر على حال تلك المدارس اليوم.

تذكرت العم هلال اليعربي معلم القرآن الكريم بقرية وادي بني هني بالرستاق وحديثه عن مسيرته في تعليم أهل القرية والأساليب التي يتبعها والذي لا زال يفخر أنَّه تخرج على يديه عدد من طلبة العلم وحفظة القرآن.

شرعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تعيين أئمة مساجد ودورهم الذي نراه هو إمامة الناس للصلاة فقط وكم تساءلت ما هي أدوارهم الأخرى،هل إمامة الصلاة وظيفة؟ وما هي مخرجاتها؟ هل غطت الوزارة كل المساجد؟ ماذا عن المساجد الجديدة؟ كيف يسير وضعها، الكثير من المساجد يؤمها متبرعون وملتزمون في مواعيد الصلاة ويحفظون حفظاً جيدًا للقرآن الكريم في الوقت الذي انتفى دور الإمام المُعين رسمياً وغدا حضوره فقط لأداء الصلاة دون دور يُذكر له هذا إن كان من الملتزمين بالحضور كل صلاة ويخرج مسرعاً إلى عمله الآخر

كم سألت هل كان سيدنا بلال يأخذ أجرة على الآذان فقيل لا حسب معرفتي بينما معلم القرآن له أجرة فماذا يضير لو حولت وزارة الأوقاف أئمة المساجد إلى معلمي قرآن كريم ويتم تعيين خطباء المساجد بالأجر المقطوع

سوف يستفيد المُجتمع من جهد وعطاء هذه الطاقات المُهدرة ويستطيع أفراده تنشئة جيل يحفظ كتاب الله وسيصبح دورهم ملموساً ويمارسون الإصلاح الاجتماعي،

قد تثور ثائرة البعض ويقول من يُصلي بنا وأنا أقول المجتمع العماني محب لكتاب الله وبه حفظة وهم يقيمون الصلاة وقراءتهم ندية وسوف يمارسون دور الإمام، كما هو في الكثير من المساجد.

ثانيًا: المُجتمع العماني مجتمع متعلم ولو تلاحظون في صلوات السفر لا يبحثون عن إمام وكل النَّاس تؤدي الصلاة

 

 

حينما تقوم الوزارة بتحويل أئمة المساجد إلى معلمي قرآن كريم ستعود الحياة إلى مدارس القرآن الكريم ولكن بأساليب جديدة وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم يتم تدريبهم على طرق تدريس التلاوة وسيخرج من هذه المدارس حفظة ومرتلون وسيعود نفعهم على المجتمع وستقام المسابقات المتنوعة لحفظ كتاب الله وسيكون هناك اهتمام مشترك بين الوزارة والمجتمع بالعناية بحفظ القرآن الكريم

بتعيين معلمين للقرآن الكريم سوف يخرج ألف إمام مسجد وألف حافظ للقرآن الكريم ومعلم له

 

إمام مسجد ليست وظيفة فيجب أن يُعاد تصنيفها إلى وظيفة معلم قرآن وتضاف إليها مهام منها التوعية وإقامة دورات أداء مناسك الحج ودورات التجويد.