كيف ترى عمان في 2040؟

 

 

خلفان الطوقي

 

العنوان أعلاه مقتبس من المسابقة اليوتيوبية التي أعلن عنها من خلال مكتب "رؤية ٢٠٤٠" التابع للمجلس الأعلى للتخطيط، وهدف المبادرة تشجيع الشباب للعصف الذهني وإشراكهم في رسم الرؤية المستقبلية، ولأنني لست من المتخصصين في التصوير واليوتيوب، قررت من تلقاء نفسي أن أشارك بكتابة بعض الأسطر لتكون أحد السيناريوهات التي من الممكن أن تحول إلى مقطع يوتيوبي مفيد، ويصلح جزء من محتواه لعدد من السنوات القادمة، السؤال: كيف ترى عمان عام ٢٠١٤؟ سؤال يخص الجميع، وعلى كل منا ممن يحب عمان ويعشق ترابها أن يجيب أو يكون جزءا من الإجابة كلٌّ حسب معرفته وخبرته، ولأنني أحسب نفسي ممن يعشقون هذا التراب الطيب فسوف أجيب عن ذلك في هذه المقالة.

أرى أن عمان ستكون أكثر "صلابة" إذا تعاونا جميعًا وجعل كلٌّ منّا شعاره "عمان أولا"، وغير عمان يبقى ثانيا وثالثا وعاشرا، أراها "أجمل" عندما نتخلص من مصلحتنا الشخصية وأنانيتنا المفرطة أو مصلحة من نعزهم بدعوى القرابة أو الصداقة، ونجعل جل اهتمامنا المصلحة العامة المبنية على أسس واضحة وشفافة ومعايير وطنية ضامنة لديمومة التنمية التي تواكب التطور الحضاري المتجدد، أرى عمان أكثر "تطورا" إذا ركزت في تبني العلم والبحث العلمي واستخدام أحدث التطبيقات التكنولوجية فائقة الذكاء في مواجهة التحديات المستمرة بسواعد وخبرات وطنية تنتج لها حلولا جذرية تتناسب مع الطبيعة المحلية دون إهمال أفضل الممارسات العالمية والعصرية، مستفيدة من كل المخلصين في كل ميادين الحياة من مثقفين ومفكرين ومتطوعين وتجار وجمعيات مدنية وغيرهم وحتى الوافدين إليها والمقيمين فيها.

أرى أنّ عمان في عام ٢٠٤٠ ستكون أكثر "متانة" إذا استطعنا صياغة رؤية واضحة يتوافق عليها المجتمع، حاوية لأهداف مشتركة قابلة للتحقيق ويمكن قياسها وتقييمها، وواضح منذ البداية من المسؤول عن تنفيذها ومن المسؤول عن تقييمها ومن المسؤول عن مراجعتها وتطويرها إن استلزم الأمر؛ وذلك من خلال خارطة طريق واضحة المعالم منذ البداية محددة أي طريق نسلك وإلى أين وجهتنا، أراها أكثر "نضجا" إذا تعلمت من دروس وعبر التاريخ، وتمكنت من الاستفادة القصوى من المكاسب التاريخية ومن مكتسبات النهضة المباركة الحديثة التي بدأت منذ عام ١٩٧٠م إلى ذلك التاريخ، أراها أكثر "طموحا" إذا سعى متخذو القرار الحاليين بتجديد وتطوير القوانين والتشريعات في مجالات الحياة المختلفة بما يتناسب والمتغيرات المتسارعة، واقتنع الجميع بأنّ ما هو حاصل نتيجة عمل، وأن أي تطوير وتجديد يحتاج إلى مزيد من العمل المستمر والجهد الحثيث والفكر المستنير، وإذا أردنا المنافسة وخلق هوية عمانية عصرية، فلابد أن يتبعها عمل مضن وفكر متوقد، فالإنجازات لا تتحقق بالكلمات الرنانة والشعارات الكبيرة، بل بالجهود المخلصة الجماعية المركزة لتحقيق أهداف مشتركة حسب خارطة الطريق المتفق عليها منذ البداية.

السيناريو أعلاه يبقى "طموحا" لكنني مع ذات الوقت مؤمن أنّ عمان يمكن أن تحقق الأفضل لتوفر جميع عوامل نجاح الدولة الحديثة، وما علينا سوى أن نجمع هذه العوامل ونستفيد منها، ونعمل بروح الفريق الواحد، ونحول الأقوال والشعارات إلى سلوكيّات في الواقع تعكس حبنا وعشقنا لهذا التراب الطيب الذي لا ينبت إلا طيبا مباركا، وأخيرًا علينا أن نضع في الحسبان أن نبدأ العمل اليوم وليس غدا، ومن الجميع ممن في هذا القارب الوطني الواحد، وأن نكون جزءا من الحل، فكل فرد منا يمكنه أن يساهم بنجاح أو فشل رؤية ٢٠٤٠ بناءً على دوره، فمن خلال دوره يمكن أن يكون شريكا حقيقيا أو معيقا ومعرقلا لكل ما هو جميل في هذا الوطن الجميل.