بمشاركة خبراء من السلطنة والخارج و30 ورقة عمل

افتتاح المؤتمر الدولي الرابع "التوجهات في المناهج المبتكرة للرياضيات" بجامعة السلطان قابوس

...
...
...
...

 

 

< الهنائية: لجنة الرياضيات ستواصل مسيرتها ولدينا المزيد

< الغافري: التقويم أصبح من مبادئ تدريس الرياضيات

< البعلي: السلطنة على الخارطة العالمية للرياضيات

 

مسقط - الرؤية

انطلقت، أمس، في جامعة السلطان قابوس، فعاليات "يوم الرياضيات العماني"، والذي تنظمه سنويًّا اللجنة العمانية للرياضيات بمكتب التعاون الدولي، وقد استهلت الفعاليات بافتتاح المؤتمر الدولي الرابع "التوجهات في المناهج المبتكرة للرياضيات.. إضاءات على التقويم التربوي للرياضيات"؛ وذلك بقاعة المؤتمرات في الجامعة، تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي. ويشتمل المؤتمر على 30 ورقة عمل؛ تم تقسيمها إلى 7 حلقات عمل، و23 محاضرة، ويبلغ عدد المشاركين 30 من أصحاب الخبرات الواسعة والمتخصصين؛ منهم 4 من خارج السلطنة من الولايات المتحدة الأمريكية ولبنان.

وفي حفل الافتتاح، ألقت الدكتورة ماجدة بنت طالب الهنائية رئيسة اللجنة العمانية للرياضيات ومديرة مركز التعلم الذاتي في الجامعة، كلمة؛ أكدت فيها أنَّ الاحتفال بيوم الرياضيات العماني في نسخته الرابعة مستمر حتى الثاني والعشرين من نوفمبر، وهو اليوم الذي اختارته اللجنة تزامنا مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد. وأضافت الدكتورة ماجدة: إنَّ اللجنة العمانية للرياضيات ستواصل مسيرتها ليس فقط بالاستمرار فيما تقوم به من أعمال حالية، وإنما بتقديم أعمال جديدة. وقامت بالإعلان عن الأعمال للعام المقبل؛ والتي منها: تحديد موضوع يوم الرياضيات الخامس ليكون "التوجهات في المناهج المبتكرة للرياضيات.. إضاءات على تعليم الرياضيات في التربية الخاصة"، أي لذوي الإعاقة وكذلك الموهوبين، وتدشين النخسة الأولى من الملتقى السنوي لتربويات الرياضيات بموضوعه الأول "التكنولوجيا والواقع المعزز في تعليم وتعلم الرياضيات"، إضافة للمشاركة محليا في الاحتفالات العالمية لليوم العالمي للرياضيات في الرابع عشر من مارس من كل عام.

وفي ختام كلمتها، أكَّدت الدكتورة ماجدة الهنائية أن عمل اللجنة كجهة معنية ومرجعية لشؤون الرياضيات بالسلطنة تحت مظلة بيت الخبرة جامعة السلطان قابوس، يعكسُ ترجمة علمية لاهتمام السلطنة بالرياضيات، وهو في حد ذاته دافعا لأعضاء اللجنة لبذل المزيد من الجهود.

كذلك ألقى الدكتور محمد بن سعيد الغافري أستاذ مساعد بقسم المناهج والتدريس بكلية التربية ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، كلمة؛ تحدَّث فيها عن الجوانب التي يركز عليها المؤتمر؛ وهي: التوجهات المبتكرة في مناهج الرياضيات، مع التركيز بشكل خاص على التقويم التربوي؛ لأنَّ التقويم أصبح مبدأ من مبادئ تدريس الرياضيات في العصر الحاضر، وإذا كان التقويم يقتصر دوره في الماضي على وضع الدرجات وتحديد التقديرات، فقد ظهرتْ له أدوار جديدة بما يضمن تحقيق التعلم من أجل الفهم، وبما يضمن الحصول على تعليم عالي الجودة. وأضاف الدكتور الغافري في الصدد ذاته: فعلى مستوى الصف الدراسي مثلا، يحتاج المعلم إلى اتخاذ قرارات كثيرة تتعلق بتدريسه، فقد وجدت إحدى الدراسات أن المعلم يتخذ ما يصل إلى الألف قرار يوميا، وأنَّ هذه القرارات تؤثر بشكل مباشر في تعلم الطلبة للرياضيات؛ لذلك ينبغي أن يتم اتخاذها في ضوء بيانات وأدلة واقعية توفرها له أدوات التقويم المتنوعة إذا ما تم تطبيقها بالشكل الصحيح.

وبالنسبة للمشاركين في المؤتمر، ذكر الدكتور الغافري أن البعض منهم سيتحدثون عن تطبيق نماذج مختلفة للتقييم في الرياضيات، ومنهم من سيتحدث عن تقييم تعلم الطلاب في الرياضيات على مستويات مختلفة، تبدأ من التقييم على مستوى المعلم في الصف الدراسي، وتنتهي بالتقييم على المستوى العالمي، كما في اختبارات مسابقة (TIMSS).

كما ألقى البروفيسور محيي الدين البعلي أستاذ بقسم الرياضيات بكلية العلوم في الجامعة، كلمة؛ أشاد فيها بجهود اللجنة العمانية للرياضيات التي تحرصُ على الحفاظ على يوم ومؤتمر الرياضيات مُتسلسلا، ليُعقد مرة واحدة في كلِّ عام؛ إذ تمكَّن الرياضيون في أنحاء السلطنة من الاجتماع واللقاء لعرض نتائج أبحاثهم العلمية، ومناقشة مزيدٍ من التطورات الجديدة فيما يتعلق بالأساليب المطبَّقة في مجالاتهم.

وقدَّم البروفيسور البعلي نبذة كاملة عن الاتحاد الدولي للرياضيات (IMU)، وهي منظمة علمية دولية غير حكومية وغير ربحية، مركزُها برلين في ألمانيا. وعدد أعضاء الدول المشاركة 88؛ من بينها السلطنة.  ومن أهداف هذا الاتحاد: تعزيز التعاون الدولي في الرياضيات، ودعم ومساعدة المؤتمر الدولي للرياضيين والاجتماعات أو المؤتمرات العلمية الدولية الأخرى، مع تشجيع ودعم الأنشطة الرياضية الدولية الأخرى التي يُحتمل أن تُسهم في تطوير العلوم الرياضية؛ سواء كانت بحتة، أو تطبيقية، أو تعليمية.

وأضاف: كان اهتمام الرياضيين في السلطنة كبيرا للانضمام إلى هذا الاتحاد. ففي العام 2010، انضمَّت السلطنة إلى المؤتمر الدولي للرياضيات كعضو مشارك. وفي عامنا هذا 2018 أصبحت عضوا كاملا. وهذا يدلُّ على جهود الرياضيين المتميزين، إذ استطاعوا نقل عضوية المشارك إلى عضوية كاملة خلال ثماني سنوات، ولمتابعة هذا التطور فقد حرصت السلطنة على تشكيل لجنة وطنية معنية بالرياضيات في العام 2011؛ إدراكا لأهمية الرياضيات وتطوير مجالاتها المختلفة، ومما لا ريب فيه أنه بحصول السلطنة على العضوية الكاملة بالاتحاد الدولي للرياضيات تصبح السلطنة ضمن قاعدة بيانات الاتحاد، آخذةً مكانتها على الخارطة العالمية للرياضيات.

وقدم الدكتور ناصر الطائي مستشار مجلس الإدارة بدار الأوبرا السلطانية العمانية، محاضرة عن الموسيقى والرياضيات، وذكر أن علاقة الموسيقى بالرياضيات قديمة ومتينة، وضرب الكثير من الأمثلة حول ذلك.

وتستمر فعاليات المؤتمر 3 أيام، وتتضمَّن مجموعة من أوراق العمل؛ منها: ورقة بعنوان "ممارسة الأسئلة الجيدة في دروس الرياضيات"، وورقة أخرى بعنوان "تقييم تعلم الطلاب في الرياضيات"، وورقة "تكوين المشكلات الرياضية"، إضافة إلى "أثر القصص والتحدي على التحصيل الدراسي للرياضيات"، والعديد من الأوراق الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك