مانشستر والأزمة مع مورينهو!

حسين الغافري

بعد خروج الرمز التاريخي السير أليكس فيرجسون من الدكة الفنية لمانشستر يونايتد تعاقبت على مقاعد البدلاء أسماء عديدة؛ في محاولة لإبقاء الفريق بطلاً ومخيفاً ومرعباً، ليس في إنجلترا فحسب وإنما في أوروبا بأكملها. ومن يتذكر أول خليفة للسير فقد كان الأسكتلندي ديفيد مويس وفي ذلك الوقت كان مع ايفرتون يقوده من نجاح إلى آخر، ويقدم كرة قدم جميلة، وكانت الآمال بأن يكون على خطوات مواطنه الأسطورة التدريبية فيرجسون. فما هي إلا 51 مباراة رسمية، وأتت إقالته بسرعة البرق، أي حتى قبل موسم تدريبي كامل رغم أنّه تعاقد طويل الأمد ومشروع بناء فريق من الصفر تقريباً بعد رحيل واعتزال أسماء كبيرة في اليونايتد، وكذلك وصول الفريق إلى مرحلة تأسيسية جديدة وتكوين طريقة لعب مع مدرب جديد وخيارات فنية جديدة كذلك! الخطأ الذي وقعت فيه الإدارة كان في تناقضها مع طموحاتها وضغوطات الجماهير. فمشروع بناء الفريق تبخر وتغيّرت الأفكار في ليلة وضحاها وحاسبوا مويس مبكراً وأقالوه.

أعقب مويس الأسطورة رايان جيجز لأربع مباريات إلى أن تمّ التعاقد مع فان خال وضخوا الأموال لكي يعيد الفريق إلى جادة الطريق. المشكلة لم تنتهِ وّإنما سارت في ذات الطريق. مانشستر يونايتد مع فان خال عاش كابوساً آخر وتضاعفت مشاكله أكثر وتعاقداته الخيالية مع صفوة الأسماء لم تجد التوظيف الجيد فما كان من بعض إلا المغادرة والبحث عن تحديات جديدة أمثال الأرجنتيني دي ماريا. ومع تضاعف سوء النتائج تمّت إقالة الهولندي فان خال وأعقبه البرتغالي مورينهو الذي كان دائم التصريح بأنّ أحد أحلامه التدريبية هي الدكة الفنية للشياطين الحُمر إلا أنّ سجله كمدرب في الآونة الأخيرة يبدو ضبابياً خصوصاً في تعامله مع النجوم وطريقة إدارته للمباريات والتعاطي مع ظروف الفريق!

مورينهو تمت إقالته من تشيلسي بعدما تعاون عليه اللاعبون واتحدوا فيما بينهم لما لمسوه من سعيه في خلق تحزبات في المجموعة. دخلوا المباريات متثاقلين وكأن الهزيمة في أعينهم قبل صافرة الحكم. استمر الحال في التدريبات كذلك إلى أن بات خروج مورينهو أمراً لا مفر منه. الحال ذاته عندما تمت إقالته من صفوف النادي الملكي ريال مدريد. التحزبات والانقسامات كانت حاضرة بقوة بين المدرب وبين اللاعبيين. فمورينهو بطبيعته في مشواره التدريبي يقسم المجموعة بين من هم معه ومن هم ضده. وهو الحاصل الآن في مانشستر يونايتد والأزمة المستمرة مع الفرنسي بول بوجبا التي لا يخفيها حتى عن وسائل الإعلام تجنباً للتصعيد. لا على العكس فقد أظهرها صراحةً في سحب شارة القيادة منه.

شخصياً لازالت أرى أن مانشستر لم يجد الشخص الملائم بعد رحيل فيرجسون. كل من تعاقبوا على الدكة الفنية لم تكن الإدارة واضحة في طموحاتها من البداية. ولعل مويس كان يستحق الفرصة الأكبر مما حصلها عليها في 51 مباراة فقط، ففيرجسون في أول خمسة مواسم تقريباً بدأها مع اليونايتد لم يقدم الشيء الكبير ولم يحقق النتائج. ولكن صبروا عليه وأعطوه فرصة أكثر من جيدة ليصبح الأسطورة التدريبية المعروفة. اليوناتيد اليوم بحاجة لذات الأفكار. بحاجة إلى مدرب طموح يبني الفريق بشكل يراه صواباً ويمنح الفرصة الكافية. وإلا فإنّ إقالة مورينهو المرتقبة لن تغيّر شيئا وسيعقبه آخر يفعل ما فعله من سبقه لتتم إقالته ويبدأ التفكير مجدداً بخيار آخر.