وما زالت الأحياء بالسوط تُقمعُ!!

د. ريم سليمان الخش - باريس


ضياءٌ على وجه العبارة يسطعُ
فضاقت وعينُ الروح أفْقا توّسعُ
//
قصدتُ ينابيع الخلود لأرتوي
ومن خلفي النفريُّ للخلدِ مسرعُ
//
وكم ظامئٍ والنبعُ منه قريبةٌ
ولكنها الرؤيا من الضيقِ بلقعُ
//
ففرعون مازال الإله وحوله
كواكب في خفضٍ وأخرى تُرفّعُ
//
وتحجبُ غيم العاشقين قلاعه
وأزهارهم من روض حبٍ تُقلّعُ
//
ويخنقُ مرآة الضياء هزيعه
فلا فكرةٌ تبدو ولا حلمَ يلمعُ
//
يُغيّرُ اسقاط الوجوه تحدبٌ
وآخر في التقعير شكلٌ مروّعُ
//
ويهتكُ أبكار البراءة مخلبٌ
بجوعٍ وفقرٍ مستفيضٍ يُمتّعُ
//
فتمطرُ غيمات القلوب بحرقةٍ
على تُربة الأيام حزنٌ وأدمعُ
//
أغيثٌ ؟! وماجدوى السحاب وماؤه
أجاجٌ بلا سُقيا وطينٌ مصّدعُ
//
يُعيدُ صدى الآلام قهقهة الأذى
كأنّ عويل الريح للؤمِ مرتعُ !!
//
لفرعونَ في كل البقاع مخالبٌ
وآبار بترولٍ وقمحٌ مجوّعُ
//
وتعلك أكباد الحياة وحوشه
وماالوحشُ إلا بيدقٌ متطوّعُ
//
فتُذبحُ آلاف القلوب تقرّبا
وحرقٌ لأحشاء الظباء مشرّعُ
//
يُراقُ على الشطرنج سحرٌ معظمّ
أفاعٍ بآلاف الرؤوس تُشيّعُ
//
وموسى كليم الله بات مغيّبا
فلا حيّةٌ تسعى ولا ثمَّ مرجعُ
//
ولاطورَ في أرضٍ طهورٍ وكلنا
ذنوب وفي طور المعاصي التوضّعُ
//
تخاصمت الأغصان في صُلبِ نخلةٍ
ودمعٌ على خدِّ النخيل ملّوعُ
//
وفرعون مازال الإله تجبّرا
وما زالت الأحياء بالسوط تُقمعُ!!!
..................
النفري : فيلسوف متصوف صاحب العبارة ( إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة )

تعليق عبر الفيس بوك