جوائز عمان للسياحة.. شراكة ونمو

 

مدرين المكتومية

يسهم القطاع السياحي في تحقيق نمو اقتصادي مشهود، في أيِّ دولة من الدول، ويتعاظم ذلك الإسهام عندما تكون البلاد المنتجة للسياحة زاخرة بالعديد من المقومات الطبيعية والتاريخية وغيرها، وبلادنا عُمان تملك العديد من المقومات التي تدعم نمو القطاع السياحي، في ظل ما تبذله مؤسسات الدولة العامة والخاصة من جهود لدعم تطور وازدهار هذا القطاع الواعد، الذي يعول عليه في تحقيق التنويع الاقتصادي المنشود.

وحين نتحدث عن الجهات السياحية في السلطنة فإننا في البداية نخص وزارة السياحة، التي تبذل كل ما من شأنه أن يرتقي بالقطاع السياحي، ويرسم صورة رائعة تعكس جمال الطبيعة العمانية، فضلاً عن العمل على تشجيع وجذب السياح والزوار من الخارج والداخل، والتأكيد على تطور الخدمات وتقديمها على النحو الأمثل بما يعكس أصالة الضيافة العمانية.

ولإيمان الوزارة بدورها التنموي ودعم المبدعين والعاملين في المجال السياحي فقد ارتأت إضافة إطار جديد لصورة السلطنة البهية، وبالتعاون مع جريدة الرؤية؛ حيث دشنت "جوائز عمان للسياحة" لتصبح أحد محفزات الأداء في كل ما يتعلق بقطاع السياحة والضيافة في عُمان.

وكما أكد السيد عادل البوسعيدي مستشار الشؤون السياحية بالوزارة، فإنَّ هذا التدشين ينبع من إحساس الوزارة بمسؤوليتها تجاه العاملين والمهتمين بالقطاع السياحي، كما إنها تترجم جزءا من الدور المنوط بها لتقديم الأفضل في هذا المجال.

وللتدشين الذي جرى أمس زاوية أخرى تُضاف لوزارة السياحة وهي ما يظهر من اهتمام الوزارة ببناء الشراكات مع القطاع الخاص والقطاعات الأخرى، خاصة إذا كانت تلك الجهات تبذل جهدها في تقديم وبناء شراكات مع مختلف القطاعات بدافع مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع والشباب، مثلما أفتخر بأن أؤكد أنَّ الرؤية ومنذ بداياتها اهتمت به، فمنذ البداية حرصت الرؤية على تكوين علاقات مع مختلف الجهات وذلك ضمن مفهوم إعلام المبادرات الذي تتبناه.

وتأتي جوائز عمان للسياحة تتويجاً للعمل السياحي وللجهود التي تبذلها الوزارة في خدمة المجتمع، وأيضًا مكافأة وتكريمًا لكل الجهود المبذولة سواء على المستوى المؤسسي أو الفردي. ولم تكن مسألة تدشين جوائز للسياحة بالنسبة للوزارة جديدًا، وإنما أخذ وقتا من التفكير والمناقشة حتى يشهد هذا العام ميلاد هذه الجوائز وتنفيذها بتعاون وشراكة إستراتيجية مع جريدة الرؤية، والتي تعكس أيضاً إيمان الجريدة بدورها المجتمعي والتزامًا بنهج إعلام المبادرات الذي تمضي "الرؤية" على هداه. ولا شك أنَّ التكريم المرتقب للفائزين بالجوائز يسهم في تحفيز المؤسسات والعاملين في القطاع، خاصة أولئك الذين أفنوا الكثير من سنوات حياتهم خدمة للقطاع السياحي، وأولئك الذين لم يتنازلوا للحظة عن أماكنهم لأنهم يجدون أنها تمثل كل ما يملكونه. وجميع من ساهم في تنشيط السياحة ودعم الحركة السياحية في البلاد، كان محل تقدير وإشادة من الوزارة، لذلك كان إيجاد هذه الجوائز ليس فقط مجرد تتويج وتكريم لهم، إنما توجيه كلمة شكر وثناء وترحيب لهم نظير ما قدموه- ولا يزالون- من خدمات جليلة للقطاع.

الجوائز تأتي مواكبة لما تشهده السلطنة من نمو سياحي، فبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، بلغ الإنتاج السياحي في السلطنة بنهاية العام الماضي 1.250 مليار ريال عماني، وهذا التقدم في القطاع السياحي إنعكاس لما يتحقق في السلطنة من إنجازات على صعيد الخدمات والبنية الأساسية اللازمة لنمو القطاع السياحي، منها افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد، وتسهيل التأشيرات لبعض الدول المصدرة للسياح، بجانب الافتتاح الرسمي المُرتقب لمطار الدقم، بعد الافتتاح التجريبي، والعدد الكبير من الفنادق من مختلف الفئات التي تُفتتح على مستوى السلطنة، وهو ما يدعم النمو الملحوظ في القطاع وزيادة عدد السياح من خارج السلطنة.

إنَّ كل ما يمكننا قوله إن وزارة السياحة لم تبخل بأي دعم للقطاع، انطلاقاً من دورها الرئيس كمحفز ومنظم ومراقب للقطاع السياحي، بهدف الارتقاء به وضمان زيادة إسهامه في الناتج المحلي للبلاد، وتوفير فرص العمل للمواطنين، وتنشيط الحركة الاقتصادية، علاوة على جذب الاستثمارات السياحية، في إطار مسيرة التنمية الشاملة التي يقودها بحنكة واقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله-... ولذا أدعو جميع العاملين في القطاع السياحي أن يبادروا بالتسجيل في الجائزة عند فتح باب الترشح، وتجويد أعمالهم خدمةً للقطاع السياحي ودعمًا لنموه.