وزير البيئة يرعى ختام الفعاليات اليوم

إبراز الدور العماني البريطاني في مكافحة العبودية بشرق أفريقيا ضمن أعمال "المؤتمر الدولي السابع"

...
...
...
...

 

 

150 وثيقة وصورا ومجلات وعملات تترجم العلاقات الوطيدة بين عمان وبريطانيا

 

الرؤية- مدرين المكتومية

 

تختتم اليوم الأربعاء أعمال "المؤتمر الدولي السابع للعلاقات العمانية البريطانية خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر"؛ حيث يرعى حفل الختام معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في إطار إيلاء الاهتمام الأكبر بالجوانب التاريخية والحضارية والثقافية والعلاقات الدولية التي تربط عمان بدول العالم أجمع، فيما سيستمر المعرض الوثائقي حتى 12 أكتوبر.

وشارك في المؤتمر الدولي الذي استمر 3 أيام نخبة من الأساتذة والباحثين والمثقفين يمثلون أكثر من 12 دولة من بينها بريطانيا والعراق والجزائر وتونس ومصر واليمن والسودان والكويت والبحرين إلى جانب السلطنة. ويناقش المؤتمر 43 ورقة عمل من خلال 3 محاور.

وقد تواصلت جلسات اليوم الثاني في المحور الأول التاريخي والسياسي أمس؛ حيث ترأس الجلسة الأولى جريمي جونز، واستهلت بورقة تحمل عنوان "المواقف البريطانية من الأوضاع الداخلية في عُمان في عهد السيد سعيد بن سلطان" قدمها المستشار محمد بن خلفان بن ناصر اليحيائي مستشار بمكتب وزير التراث والثقافة بوزارة التراث والثقافة.

كما قدّم الأستاذ الدكتور العروسي الميزوري وزير سابق وأستاذ تعليم عال متقاعد بوزارة التّعليم العالي بتونس ورقة حملت عنوان "رعايا بريطانيا من الهنود في عُمان خلال القرن التّاسع عشر للميلاد الحضور والنّشاط" وطرحت إشكاليّة العلاقة المزدوجة بين رعايا بريطانيا من الهنود في عُمان والسّلطات البريطانيّة من ناحية والمجتمع والسّلطة المحلّية، من ناحية ثانية خلال القرن التّاسع عشر للميلاد وانعكاس ذلك على العلاقات العُمانيّة البريطانيّة بصورة عامّة.

كما قدّم السير تيرينس كلارك السفير البريطاني السابق بسلطنة عمان، 1990-1994 ومؤرخ وكاتب المملكة المتحدة ورقة بعنوان "التمثيل البريطاني في مسقط"، وقدّم الأستاذ الدكتور بنيان سعود تركي أستاذ التاريخ الحديث بقسم التاريخ كلية الآداب، جامعة الكويت، دولة الكويت ورقة بعنوان "دور الهنود في الرق وتجارة الرقيق في سلطنة زنجبار العربية 1806-1890"، وأشار في الورقة إلى دور الهنود كجالية ضمن الجاليات التي تاجرت واستقرت في شرق إفريقيا.

وفي السياق نفسه قدّم أ.د. ستيوارت لينج بكلية كوربوس كريستي جامعة كامبريدج، المملكة المتحدة ورقة بعنوان "عمان وبريطانيا وإلغاء تجارة الرقيق في شرق أفريقيا" وذكر فيها أنّ تجارة الرقيق في المحيط الهندي في العصور القديمة استمرت لما يقرب من 2000 عام، وقام البريطانيون وحكام البوسعيد في مسقط وزنجبار خلال القرن التاسع عشر الميلادي بتوقيع اتفاقيات تهدف إلى احتواء تجارة الرقيق، وإنهاء العبودية في تشريعات وقوانين السلاطين.

أيضا تضمّنت الجلسة الأولى لليوم الثاني ورقة بعنوان "عمان في كتاب الرحالة الأثري الإنجليزي ديفيد جورج هوجارث" التي قدمها الأستاذ الدكتور عصام السعيد أستاذ التاريخ بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية المصرية؛ حيث قال إن هوجارث أنتج 56 دراسة كان من بينهما كتابه القيم "اختراق الجزيرة العربية" الذي نشر في عام 1904م، ووصف عمان في فصل كامل أسماه "الجنوب المجهول" ذاكراً العديد من المناطق كالرستاق والسيب ونزوى ومسقط والجبل الأخضر.

وقدّمت سعاد بنت سعيد بن حميد السيابية محاضرة بقسم إدارة الوثائق والمحفوظات كليّة الشرق الأوسط ورقة بعنوان "الدور السياسي للمقيمين والقناصل البريطانيين وأثره على العلاقات البريطانية العمانية خلال فترة السيد سعيد بن سلطان (1221هـ/ 1806م-1273هـ/ 1856م).

واقع الاتفاقيات

إلى ذلك، ترأس الأستاذ الدكتور عبدالواحد النبوي عبدالواحد الجلسة الثانية التي استهلت بورقة عنوانها "دور عمان في تقليص تجارة الرقيق من واقع الاتفاقيات مع بريطانيا 1839-1845" للدكتورة شيرين مبارك فضل الله أستاذ مشارك التاريخ الحديث والمعاصر معهد البحوث والدراسات الأفريقية، جامعة القاهرة بمصر.

في حين قدّم الدكتور فرانسيس أوترام أخصائي في تاريخ الخليج المكتبة البريطانية، لندن، المملكة المتحدة ورقة بعنوان "فرق تسد: الدور البريطاني في تقسيم سلطنة عمان وزنجبار الأسباب والتبعات، 1871-1798".  

وقدم الدكتور ضرار محمد فضل المولى أحمد مدير عام دائرة البث الإذاعي والتلفزيوني في السودان ورقة بعنوان "رؤية روسية للعلاقات العمانية البريطانية  في القرن التاسع عشر من خلال الوثائق والسرديات الروسية  (1885-1895)"، أشار فيها إلى اهتمام القوى الأوربية بمنطقة الخليج العربي وجزيرة العرب، ولا سيما الإمبراطورية العمانية لأهميتها الاقتصادية والتجارية الكبرى، وبوصفها نقطة التقاء طريق المواصلات العالمية بين الشرق والغرب ووجود طرق برية للقوافل التجارية تربط موانئ الخليج بدواخل شبه الجزيرة العربية، فضلا عن ربطها بدول المحيط الهندي وكذلك شرق القارة الإفريقية.

وقدّم الدكتور عبد العزيز بن هلال بن زاهر الخروصي مدير دائرة البحوث والدراسات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ورقة بعنوان "مراسلات السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي (1804-1856) والسلطان فيصل بن تركي (1888-1913) إلى القناصل البريطانيين: رؤية تاريخية وسياسية" استعرض خلالها تطور العلاقات العمانية البريطانية في عصر الدولة البوسعيدية، خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية.

وقدّمت الأستاذة الدكتورة فاطمة بلهواري أستاذ زائر بقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس ورقة بعنوان "جهود الرائد جيمس هايس سادلر في عُمان "وذكرت أنّه يعد من الشخصيّات الفاعلة في تاريخ عُمان الحديث أيام توليه وكالة مسقط فترة 1892 إلى 1895م؛ حيث ساهم في الدفاع عن مصالح بلاده ورعاياها بعُمان، خاصة بعد انتفاضة قبائلها عام 1895.

كما قدّمت الدكتورة الدكتورة إيمان رجب زكي تمام مدرس التاريخ الحديث والمعاصر كلية الآداب، بجامعة بني سويف بمصر ورقة بعنوان "موقف بريطانيا من علاقة عمان بولاية ميسور الهندية (1776-1799م)"، أشارت فيها إلى التنافس الاستعماري البريطاني الفرنسي الذي بلغ ذروته خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر؛ حيث بات كل طرف يسعى لعقد تحالفات وكسب موالين يعوّل عليهم أثناء هذا التنافس. فتسابق الطرفان لكسب ود إمام مسقط، لأهميّة موقع عمان الاستراتيجي على الطريق بين بريطانيا ومستعمراتها في الهند. ومن جانبه بحث إمام مسقط السيد أحمد بن سعيد عن مصلحة بلاده وحدها، فسمح منذ عام 1776م بوجود علاقات دبلوماسية وتجارية مع سلطنة ميسور المسلمة في جنوب الهند والتي كانت تجابه النفوذ البريطاني. تزامن مع هذا احتلال فرنسا لمصر، مهددة بذلك النفوذ البريطاني في الهند. ثم حاول نابليون بونابرت استغلال العلاقات الودية بين مسقط وميسور بتشكيل حلف مضاد للبريطانيين مكون من إمام مسقط وسلطان ميسور وحاكم بورت لويس (موريشيوس). وقد راقبت بريطانيا هذه المحاولة فأعلنت الحرب ضد ميسور، والتي انتهت بانتصار بريطانيا عام 1799م. كما اتبعت بريطانيا أسلوب التهديد مع أئمة مسقط ليقطعوا صلاتهم بميسور.

المعرض الوثائقي

وضم المعرض الوثائقي أكثر من 150 وثيقة وعدد من الصور والمجلات والطوابع والعملات التي تشير إلى العلاقات الوطيدة التي تربط عمان ببريطانيا، إضافة إلى عرض عدد من الخرائط للطرق التجارية والاستكشافية وامتداد السواحل العمانية وخرائط للمدن. ويشمل المعرض أيضًا صور الزيارات الرسمية بين سلطنة عمان وبريطانيا، إلى جانب عدد من الصور التي تعكس تواصل البلدين في الجوانب التنموية واللقاءات الودية والزيارات والاجتماعات الأخوية. ويسلط المعرض الوثائقي الضوء على مقالات تاريخية للصحف العالمية التي تتحدث عن عمان وزنجبار وسلاطينها والحياة الاجتماعية فيها، ويسرد العلاقات الدبلوماسية والودية والاتفاقيات والمعاهدات بين البلدين.

تعليق عبر الفيس بوك