43 ورقة عمل يقدمها أساتذة وباحثون من 12 دولة

هيثم بن طارق يُدشن غدًا أعمال المؤتمر الدولي "العلاقات العمانية البريطانية".. ومعرض مصاحب يوثق مسيرة التعاون

...
...

 

 

 

  •  الضوياني: المؤتمر يهدف إلى كشف عمق التواصل الحضاري والتاريخي مع بلدان العالم
  • الخروصي: المؤتمر يناقش كيف استطاع العمانيون توظيف قدراتهم وخبراتهم في إيجاد علاقات متوازنة

 

مسقط - الرؤية

يرعى صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة، غداً الإثنين أعمال المؤتمر الدولي السابع، العلاقات العمانية البريطانية خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، والمعرض الوثائقي المُصاحب للمؤتمر، والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، في إطار إيلاء الاهتمام الأكبر بالجوانب التاريخية والحضارية والثقافية والعلاقات الدولية التي تربط عمان بدول العالم، والذي يعقد خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري بفندق كمبينسكي مسقط (الموج). فيما سيستمر المعرض الوثائقي حتى 12 أكتوبر، تشارك في المؤتمر الدولي الذي يستمر 3 أيام نخبة من الأساتذة والباحثين والمُثقفين يمثلون أكثر من 12 دولة مختلفة. حيث سيناقش المؤتمر 43 ورقة عمل.

وفي هذا الصدد قال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: يمثل المؤتمر أهمية كبيرة في إثراء التاريخ والحضارة والثقافة، فهو يمثل ركيزة أساسية للجوانب الحضارية العريقة والتاريخ التليد ولثقافة عُمان وحياتها الاجتماعية، وانطلاقاً من الاهتمام والحرص الذي توليه الهيئة في هذا الجانب واستمراراً لأنشطتها في المجالات البحثية والمعرفية يعقد المؤتمر الدولي السابع بعنوان العلاقات العمانية البريطانية خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، وذلك في مسقط خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري، وتهدف الهيئة من خلاله إلى كشف عمق التواصل الحضاري والتاريخي مع بلدان العالم المختلفة وما ترتب على هذه العلاقات من ترابط في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وما لامس ذلك من تأثر وتأثير في شتى الجوانب المختلفة.

وأضاف سعادته أنَّ المؤتمر الدولي السابع حول العلاقات العمانية البريطانية يركز على حقبة تمتد إلى 3 قرون وهوما يُعد كفيلاً بإلقاء نظرة شاملة على بداية انطلاق تلك العلاقات واستمراريتها، وما صاحبها من تطور لمسارات تعاونية، وسوف تقدم أوراق العمل مجالاً خصباً للنقاش والتحليل في إطار علمي وتاريخي وحضاري يعكس الأحداث الدولية والأوضاع المحلية المصاحبة لهذه العلاقات، والتي تظهر تأثيراتها في أنماط العلاقات بين الدول، كما أن الأطماع والتطلعات التي تشهدها مراحل التنافس الدولية كان لها تأثيرها على ظروف المنطقة ونمط العلاقات في ظل التنافس العالمي، ولهذا فإنَّ العلاقات العمانية البريطانية مرت بمرحلة تحت تأثير المفهوم المشار إليه ضمن دول العالم المختلفة التي كانت ضمن التنافس الدولي مما ترتب عليه تطورات متعددة لنوعية العلاقات التي شهدتها، وما احتوته من جوانب إيجابية وسلبية، إلا أننا نخص تلك الفترة بالدراسة في إطار كل مرحلة والأوضاع السياسة والعسكرية والاقتصادية المصاحبة لها، وتظل العلاقة مستمرة بين الدول حسب المصالح المُشتركة بينهما والأدوار المختلفة.  من جانبه قال عبدالعزيز بن هلال الخروصي مدير دائرة البحوث والدراسات بالهيئة:يُعد موضوع العلاقات العمانية البريطانية خلال الفترة الممتدة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر الميلادي، من الموضوعات الجديرة بالاهتمام والبحث والدراسة، وقد كانت هناك دراسات متفرقة صدرت سابقاً، إلاّ أنّ العلاقات المتميزة والصداقة الوطيدة بين مسقط ولندن بحاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية، لتلقي الضوء بشكل أكبر على عمق هذه العلاقات. ولا يختلف اثنان لما للمؤتمرات والندوات والملتقيات والفعاليات العلمية والثقافية من دور كبير في إبراز الموضوعات المختلفة وكشف اللثام عن الكثير من المميزات التي رافقت العلاقات العمانية البريطانية طيلة القرون الثلاثة الماضية، ولأنّ البحوث تتجدد والمعرفة تتوسع فإنّ هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ومن واقع الاختصاصات والمهام المناطة بها تسعى دائماً إلى إبراز التاريخ العُماني في مختلف المجالات، والتعريف بكنوز ومآثر التاريخ العماني العظيم على مر العصور والأزمان.

وأضاف الخروصي: نحن نعيش خلال هذه الفترة من عصر النهضة المباركة، والعالم من حولنا يشهد تطورات جسيمة قد تغيّر بعض من ملامح المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي على المستوى العالمي، فإنّ إقامة المؤتمر للتعريف بشكل أكبر بالتاريخ العماني والعلاقات الدولية التي أقامتها عُمان مع القوى الكبرى ممثلة في بريطانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها، وكيف استطاع العمانيون توظيف قدراتهم ومعارفهم وخبراتهم العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية في إيجاد علاقات متوازنة، وفي أن تكون لهم بصماتهم على مجريات الأحداث والسياسة الدولية وخاصة في الخليج العربي وسواحل المحيط الهندي وشرق أفريقيا. وأشار مدير البحوث والدراسات بالهيئة إلى أنه تم الإعلان عن إقامة المؤتمر قبل وقتٍ كافٍ، ونُشر في الصحافة المحلية ووسائل الإعلام الأخرى ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية وغيرها. كما نُشر الإعلان خارج السلطنة في دول كثيرة لاستقطاب الباحثين للكتابة حول موضوع العلاقات العمانية البريطانية في مختلف المجالات.

 فيما تشكلت اللجنة العلمية للمؤتمر من أكاديميين وباحثين مختصين في تاريخ العلاقات العمانية البريطانية، وأسندت إليها مهام مراجعة المُلخصات والبحوث وإبداء الرأي والتحكيم وغيرها من الضوابط التي تُعنى بالبحث والنشر في المؤتمرات والندوات العلمية. وقد تلقت اللجنة عددا كبيرا من الملخصات، تم فرزها ومُراجعتها وتدقيقها، ومن ثم إبلاغ المتقدمين بالقبول أو الاعتذار. وقد تم قبول أكثر من أربعين بحثاً. كما سيتم لاحقاً نشر البحوث المشاركة في كتاب ستصدره الهيئة، ضمن سلسلة الدراسات والبحوث في الوثائق الوطنية، ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر حضوراً كثيفاً ومميزاً من الباحثين والمهتمين بالتاريخ العماني، كما أنهّ حسب خبراتنا وتجاربنا في التنظيم والإعداد لمثل هذه المؤتمرات سيحفل بالمناقشات وتبادل الآراء والاقتراحات واستعراض وجهات النظر من قبل الباحثين ومقدمي أوراق العمل، ومن المشاركين الآخرين الذين سيكون حضورهم مثرياً.

وتشمل المحاور التي يناقشها المؤتمر المحور السياسي والتاريخي، وسيتطرق إلى نشأة العلاقات العمانية البريطانية في القرن السابع عشر (عهد دولة اليعاربة)، وموقف عُمان من النفوذ البريطاني في منطقة الخليج والمحيط الهندي، والموقف البريطاني من الأوضاع الداخلية في عمان وتأثيراتها، والتوجهات السياسية البريطانية تجاه عمان خلال فترة حكم السلطان سلطان بن أحمد والسلطان سعيد بن سلطان، والدور البريطاني في أحداث انقسام الإمبراطورية العمانية في الشطرين الآسيوي والأفريقي.

وفي المحور الاقتصادي يناقش المؤتمر الزيارات الاستكشافية البريطانية لعمان قبل قيام دولة اليعاربة، والمعاهدات والاتفاقيات التجارية بين عمان وبريطانيا، وأثر التنافس الاقتصادي بين بريطانيا والدول الأوروبية (هولندا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، الدولة العثمانية) على علاقتهم بعمان، والتأثير البريطاني على العلاقات الاقتصادية لعمان والدول الأخرى، ودور شركة الهند الشرقية في التعاون التجاري بين عمان وبريطانيا، والمنافسة البريطانية للسفن والأسطول العماني التجاري في مياه المحيط الهندي.

ويناقش المحور الثقافي عمان في كتب الرحالة والمستكشفين البريطانيين، ومجالات التعاون بين عمان وبريطانيا في المجالات العلمية والثقافية، ومجالات التعاون بين عمان وبريطانيا في مجال التنقيبات الأثرية، والوثائق والمخطوطات العمانية في المكتبات والأرشيفات البريطانية، والرحلات والزيارات الأدبية والثقافية بين عمان وبريطانيا.

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك