احتضنتها الكلية التقنية العليا وبمشاركة واسعة من الطلاب والمهتمين

إبراز النماذج الوطنية لاستثمار الابتكار في ثالث المحطات التعريفية بـ"جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ الطائي: ضرورة إعداد مناهج دراسية تستند على معطيات الثورة الصناعية الرابعة

◄ عميد "التقنية العليا": الجائزة تفتح المجال أمام طلاب الكلية لإبراز ابتكاراتهم

الرؤية- مريم البادية

تصوير/ راشد الكندي

أبرزت الجولة التعريفية الثالثة بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب في نسختها السادسة عددًا من النماذج الوطنية في استثمار الابتكار، كما سلطت الضوء على أهمية مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، ليس فقط من حيث اقتناء التقنيات المرتبطة بها، بل عبر توطين هذه التقنيات وتحويل السلطنة إلى مركز للابتكار في المنطقة.

وأقيمت الجولة الثالثة في الكلية التقنية العليا بمسقط؛ حيث تم تنظيم لقاء تعريفي بالجائزة، وشروط الترشح ومعايير التنافس، وذلك تحت رعاية الدكتور خالد بن عبدالعزيز أمبوسعيدي عميد الكلية، وبحضور المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية المشرف العام على الجائزة، وعدد من المسؤولين والطلاب والمبتكرين، وذلك بالشراكة مع الراعي الحصري للجائزة شركة أوكسيدنتال عمان "أوكسي عمان".

وألقى المكرم حاتم بن حمد الطائي كلمة قال فيها: إنَّ فكرة الجائزة تأتي من منطلق الحرص على الاقتراب من الشباب العماني، وإبراز إبداعاته ودعمها من أجل أن تخرج إلى أرض الواقع، مشددًا على أن الجائزة تترجم الحرص السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- على تطوير قدرات الشباب وتأهيلهم في مجال التعليم والتكنولوجيا بصفة خاصة. وأشار الطائي إلى السباق الحضاري المحمود بين دول العالم نتيجة الثورة التكنولوجية الهائلة، فالجميع يتنافس حتى يصل إلى المقدمة. وحثَّ الطائي الشباب على ضرورة التأسي بأجدادهم العمانيين العظام، والذين حرصوا على الابتكار حتى يتمكنوا من التعايش مع ظروف الحياة آنذاك، فبنوا السفن الخشبية التي مخرت عباب البحار ووصلت إلى أبعد النقاط شرقاً وغربًا، بإمكانيات بسيطة جدا، لافتًا إلى أن إنجازاتهم لم تقتصر على البيئة البحرية، بل تعدت إلى البيئة الحضرية أيضًا، حيث شقوا الجبال بالرغم من الطبيعة الجغرافية القاسية، وأوجدوا نظام الأفلاج التي تُعد من أهم الإنجازات العمانية بل والعالمية في هذا المجال، ومنها تشكلت الحضارة العمانية العريقة التي نافست الحضارات الكبرى بعلاقاتها الوفيرة بين الدول. وشدد الطائي على أهمية التعمق في قراءة واستيعاب التاريخ حتى نشعل في أنفسنا مجددا جذوة الشغف لمواصلة المسير، ونقل رسالة عظيمة إلى العالم مفادها أنَّ العمانيين قادرون على الإنجاز.

وتحدث الطائي عن أبرز التحديات التي تواجه مسيرة التنمية الشاملة، ألا وهي تحدي التنويع الاقتصادي وتجاوز مرحلة النفط إلى مرحلة أكثر شمولية قادرة على الوصول للاستدامة عبر تطوير الموارد، إضافة إلى تحدي الموارد البشرية وأهمية التعليم في تأهيل الشباب ودور معطيات الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق نقلة معرفية كبرى. وأوضح أن السلطنة تعيش على النفط كمصدر رئيسي من مصادر الدخل، لكن في واقع الأمر الحكومة خفضت الاعتماد على إيرادات النفط، وشددت على ضرورة الاعتماد على مصادر أخرى لتكون مساندة للتنمية الاقتصادية. وقال إنَّ التوجه الآن ينصب نحو دعم خطط التنويع الاقتصادي، وهي مسألة بالغة الأهمية، وتساعد على التعايش مع متغيرات الأوضاع الاقتصادية.

وعرج الطائي إلى قدرات الشباب، وقال إنها تمثل البوصلة الحقيقية لتجاوز أي تحديات؛ إذ إن طاقات الشباب هي وقود التقدم والدافع نحو تحقيق مزيد من الإنجازات التي تكفل تحقيق الاستدامة في التنمية. وأشار الطائي أيضًا إلى أهمية دراسة احتياجات سوق العمل من مخرجات التعليم، وضرورة تضمين مبادئ الثورة الصناعية الرابعة في هذا الخصوص، بما يتيح تقديم مناهج دراسية مواكبة لأحدث المعطيات ومستندة إلى مستجدات التطور في العالم.

وقدمت فايزة الكلبانية رئيس قسم الاقتصاد بجريدة الرؤية عرضاً مرئياً تضمن لمحة عن الجائزة في سنواتها الخمس السابقة، ثم أوضحت مجالات المنافسة في النسخة الجديدة من الجائزة، وشروط الترشح إليها، وقيمة الجوائز.

إلى ذلك، انطلقت ورشة عمل بعنوان "نماذج وطنية في استثمار الابتكار"، قدمها بدر بن أحمد الحبسي رئيس قسم الابتكار بالمديرية العامة للتربية والتعليم في شمال الشرقية، أبرز فيها أهمية التخطيط قبل البدء في تدشين أي مشروع، وضرورة أن يكون فريق العمل لحمة واحدة حتى يستطيع المشروع أن يرى النور ويحقق النجاح المنشود. وناقش الحبسي الفرق بين الموهبة والإبداع، مبيناً أنَّ الأخيرة جزء من الأولى، فالموهوب هو الشخص الذي يتمتع بقدرات عقلية عالية، يتم اكتشافها عن طريق اختبار الذكاء التحصيلي، ويتمتع أيضًا بمستوى عالٍ من الذكاء، فضلاً عن كونه على درجة من الإبداع، بجانب جملة من السمات والخصائص السلوكية الأخرى. وتحدث الحبسي عن مركز الاكتشاف العلمي وهو أول مركز على مستوى السلطنة يهتم بالابتكارات، مشيراً إلى أبرز المناشط التي تقام فيه بهدف نشر ثقافة الابتكار. وأوضح الحبسي أنَّ المركز فاز بجائزة الرؤية الاقتصادية في عام 2015، والتي كانت المحفز الرئيسي للانطلاقة الحقيقية للمركز، واستطاع أن يحقق العديد من الإنجازات، والتي من بينها تنظيم دورة "100 مبتكر عماني" ضمن فعاليات جائزة الرؤية لمُبادرات الشباب، وهي الدورة التدريبية التي أسهمت في تأسيس أكثر من 10 شركات متخصصة في مجالات التقنية والابتكار، بل واقتحمت السوق ونافست بمنتجات ابتكارية، علاوة على تخريج المئات من المبتكرين ليكونوا رُسلا للابتكار في جميع مُحافظات السلطنة. وفي ختام الورشة طرح الحبسي عددًا من النماذج الوطنية في مجال الابتكار مثل زياد الغرابي الذي حاز على المركز الثالث في مسابقة "إنتل" على مستوى الشرق الأوسط، وغيرهم من المبتكرين العمانيين.

وعبَّر الدكتور خالد بن عبدالعزيز أمبوسعيدي عميد الكلية التقنية العليا، عن شكره لجريدة الرؤية وجهودها في إثراء الحركة المعرفية بالسلطنة، مشيرًا إلى أن جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تفتح المجال أمام طلاب الكلية التقنية العليا، للمشاركة بابتكاراتهم والمنافسة على الجائزة، لتكون نقطة انطلاق نحو آفاق أوسع. وقال أمبوسعيدي إن وحدة ريادة الأعمال والابتكار بالكلية تُشجع مثل هذه المبادرات التي ستؤتي ثمارها ولو بعد حين، وتشق طريقها نحو السوق بكل جدارة واقتدار. وسلط عميد الكلية الضوء على دور الكلية في رعاية المشاريع التقنية وتشجيع الطلاب على المشاركة فيها.

من جهته، قال الدكتور بسام خليل طبش مساعد العميد لشؤون الطلبة في الكلية إنَّ الابتكار وريادة الأعمال باتا يمثلان لغة العصر التي يتعين تسليط الضوء عليها، لافتًا إلى أن الكلية تولي اهتماما كبيرا بريادة الأعمال منذ عام 2003، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الابتكار.

تعليق عبر الفيس بوك