خارج النص!!

 

علي بن سالم كفيتان

أكتب مقال هذا الأسبوع وأنا على استعداد لمواجهة عاصفة من النقد الذي لن يخلوا من الاتهام بالموالاة؛ لأنّ المناخ العام هو في الاتجاه المعاكس لما سوف يطرح من أفكار وآراء بين هذه السطور؛ كون التغذية السلبية والإفراط في التشاؤم قد بلغا حدودًا لا مجال لها في ظل صمت مريب للوجهات الإعلامية الرسمية مما يزيد من فرضية المؤامرة على الوطن.

كما يؤسفنا وجود الكثير من سنانير الصيد في ذات البركة التي تعيلنا جميعا بعد رعاية الله.. جميع هؤلاء الصيادين لا تروق لهم الأسماك التي تؤكل فعندما تغرم سنارة أحدهم بصيد ثمين يجره في صمت ويدخله من الباب الخلفي للمطبخ إلى أعمق نقطة في ثلاجته العملاقة، أمّا الصيد الهزيل فيضعه على قارعة الطريق، ويصرخ بأعلى صوته أنّ هذا هو حصيلة بركة الفساد والمحسوبية.

الواقع اليوم يدلل على أنّ الحكومة تواجه هجومًا شرسًا وظالم عبر منصّات التواصل الاجتماعي من قبل عدد محدود من المتشدقين بحب الوطن الذين ينشرون غسيلهم على الملأ بأسماء مستعارة وبعضها معلومة فمرات تجد قرار نقل موظف من جهة إلى لأخرى حسب القانون أصبح مادة دسمة لدس السم في العسل، فالأمر قد يكون عاديا لولا الاسم؛ فالأسماء باتت هي وقود هذه الفئة المُطبلة، ولا مانع من ربط الأمر بتأخر الترقيات وتراجع الاقتصاد الوطني وقد يصل بعيداً عبر التلميح لوجود تيارات متنازعة في أعماق البركة وهي من يقف خلف هذا الأمر الجلل (نقل موظف) جميع هذه السيناريوهات من خيال من يسمون أنفسهم بالنشطاء الاجتماعيين.

نحن لا نقصد تكبيل الرأي العام الحر والمسؤول في بلادنا لكن يجب أن نعالج أمورنا عبر الثقة المتبادلة، فعندما يشك شخص في أمر ما عليه أن يتبين أولا صحته ثم يراجع من قام به ويبين موطن الخلل بأي وسيلة كانت قبل النشر على صبورات التواصل الاجتماعي ورسم صورة سلبية لبلده التي بنيناها جميعا منذ نصف قرن مع حضرة صاحب الجلالة- حفظه الله وعافاه-.

وهذا الأمر ينصب على من اختارهم جلالته وكلفهم برعاية أمور الناس فنحن نجل ثقة مولانا صاحب الجلالة في جميع أعضاء الحكومة ليقيننا بأنهم بشر قد يصيبون وقد يخطئون فصوابهم هو أملنا وطموحنا وفي ذات الوقت هو واجبهم الذي ينتظره الجميع في هذا الوطن ومع ذلك فلا أحد يمكنه التقليل من تبعات فرض المزيد من الضرائب لكننا يجب أن نعلم بأنّ ما يتم تناوله حول ضريبة القيمة المضافة المقرر تطبيقها مطلع العام المقبل تحكمها موافقة ممثلي الشعب (مجلس الشورى) وهم من اختارتهم الولايات العمانية لتمثيلها أمام الحكومة فلا يجب أن نلوم أحدا إلا أنفسنا، إذا أقرت الضريبة، فنحن من صوتنا لهؤلاء الأعضاء الذين قد يدعمون المقترح أو يرفضونه، ويمكننا الاستناد إلى تصريحات أعضاء بارزين في المجلس حول هذا الأمر نقلوا للناس الصورة الكاملة حول هذا الأمر دون لبس.

تمر الأيام وكرة الثلج التي يدحرجها هؤلاء المغردون تتضخم مستمدة وقودها من سماكة طبقة الجليد في الأسفل والانحدار الشديد الذي يمنحها سرعات هائلة في ظل إعلام تقليدي اكتفي بنقل مراسم الافتتاحات بعيدا عن الاستجابة لإنشاء منصات إعلامية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي تحظى بالمصداقية والشفافية وتستجيب لما يتم تداوله عن السلطنة عبر هذه الوسائط لتفنيد ما يكيله هؤلاء من إساءة لبلدهم ولا يترك الحبل على الغارب.

نقطة نظام: إنّ ما يحدث اليوم من دعاية غير مسبوقة يسيء للبلد ويغرس صورة ضبابية في عيون الناس ويرسم لوحة يانعة لازدهار الفساد والمحسوبية، سببها عدم وجود منصات إعلامية ذات مصداقية عالية في السلطنة قادرة على مجاراة الاتجاه المعاكس وإلا فهو اعتراف ضمني بما يحدث.

alikafetan@gmail.com