ولهذا اليوم نكهته المميزة

 

منى البلوشية

ليومِ الخميس نكهته المميّزة التي تُميّزه عن باقي أيام الأسبوع الأخرى، هناك من ينتظرهُ بفارغِ الصبرِ، وآخرون لا يرغبون في أن يرحل عنهم، ولكل منهم رغبته الخاصّة به وبجماله.

ممّا يُعجبني في ذلك اليوم النّشاط والحماس الذي يَظهر على مُحيّا أولئك الكادحين من الموظفين وطلاب المدارس وحتى الأمهات، نعم الأمهات لهنّ أيضا ًمن ذلك اليوم نصيب. فالأم هي الحياة ومصباح ينير درب كل هؤلاء، تنّتظر أبناءها وربّ الأسرة والأقارب وغيرهم إنّها ملهمة لكل الفئات؛ ملهمة بما تتمتع به من روحِ التفاؤلِ والصبرِ على منغّصات الحياة وتحويلها لأمل وتطلع لمستقبل واعدٍ لهم جميعاً فهي منتجة لهؤلاء، وهي من تبني أرواحاً متطلعة للأفضل والتميّز ولا يُضاهيها في ذلك أحد.. تترقبُ ذلك اليوم وكأنه يوم شبيه بيوم العيد، تترقبه في حين من تنتظرهم يحزمون أمتعتهم وحقائبهم سعداء بمن ينتظرهم، بينما هي سعيدة بإعدادها وجبة الغداء، سعيدة بشغفها بأن يكون البيت تتطاير منه رائحة البخور والعطور وأشياء كثيرة لتلك المتفائلة صانعة مجد الأوطان.

أحببتُ أن أعطيها الجزء الأكبر من نكهة ذلك اليوم لأنّ لها الفضل الكبير في ما وصل له جميع هؤلاء، فهي بحق تستحق مجلدات ولن أستطيع أن أكتب عنها ما أودّ كتابته فهي كل شيء؛ وباختصار هي الحياة بزفيرها وشهيقها.

وكذلك يوم مميز لزهرة الحياة الدنيا وهم الأطفال الذين ينتظرون أن يذهبوا لبيت جدهم ويبكون عناداً وإصرارا للذهاب وهم يقابلون أجدادهم وإن تأخّروا أسبوعاً أختّل نظامهم.

يوم مميز لمن ينتظر فرحة، لمن ينتظر نجاحا لمن ينتظر أن تُزف له بُشرى منتظرة مترقبة أن تأتيه بفارغ الصبر، يوم جميل ومميز ليُنهيه على أملٍ أن يُلاقي أسبوعه القادم بأفضل مما سبقه.

يوم مميز لأشياء كثيرة جدا، مميز لي ولكل من يقرأ هذه الأحرف وأرجو أن يكون مميزا وبنكهة كل الأذواق، ولجماله سأظل أكتب فيه حتى الغد ولكنني سأضعه بين أيديكم لتكتبوا عما يُميزه.

يوم جميل بحسن ظنك بالله تعالى قبل كل شيء ويوم سعيد وتجديد للنّفوس وأفراح تغمر قلوبكم.

 

تعليق عبر الفيس بوك