أحلام متشظية في نيويورك

...
...
...


محمد خلاد | الرباط – المغرب

في مساء ضبابي لا يُنْسى
لمعت كبَرْقٍ في السماء
واختفتْ
تكَسَّر جدارُ الصوت
ودَمدَمَ الرعدُ
 مجروحاً بِأَزِيزِ الفضاء
وهوَتِ الشمس في كَبَد
تطاير زجاج النوافذ
 وتشظَّى المكان
دخان وخرائب
رائحة الموت
قصف وقتل وضحايا
خبرٌ عاجل في القنوات
بكل  اللغات والألوان
والأناشيد الحماسية
**
من بين كوْمة دمار
نهضتْ صبيةٌ ممزقة
بلا جسد
 جمعتْ أشلاءَهاالمنثورة
وتوشَّحت
بكوفِيّة فلسطينية
كانتْ تتدلّى مثل راية
على هشِيم شجرة
**
راحتْ تبحث في  نيويورك
عن "بَارْبِي"الشهيرة
عروسةُ الدُّمى و الأزياء
التقتْها بباب الأمم المتحدة
تَنِطُّ على حَبْل في انتشاء
فكلُّ حِبال العالم
معلقةٌ هناك
في مسْرحِ العرائسِ السنوي
 **
 سألتْها :
لماذا أبوكِ يقتل أطفال
بلدي ؟
 ابتسمتْ بَارْبي
وأغمضتْ جفنيْها
وغابتْ في غفوة
تحلم بحديقة بيتها الخَلْفِيّة
تتجول فيها
خيول مُطهّمَة
وحيوانات أليفة
و أخرى متوحشة
وجِمَال صحار عربية
**
توقفتْ  بَارْبي منزعجة
   بعضَ الوقت
نظرتْ إليها شزْراً
ثم امتطتْ سيارةً وردية
مكشوفة
وانطلقتْ نحو الجَادَّة الخامِسة
وراءها زوبعةُ غبار
وصدى بلاغة الكلام
يرِنُّ في بُرْج الزجاج
**
 كان  أبوها العجوز
 غارقا في كرسيه الهزَّاز
بسترة زرقاء
وربطة عنق حمراء
نِصْفُ وجهه
 مُغطَّى بقبعة داكِنَة
وقدماه مبسوطتان
مثل كُوبُويْ فَوْق طاولة
في يده جهاز تحكُّم عن بُعْد
 كان  يهتزُّ من الضحك
يتسلَّى بشريط تلفزيوني
لرسوم وَالْت ذِزني
--------
اللوحة للفنان التشكيلي العراقي
كريم داوود

 

تعليق عبر الفيس بوك