أكتبُ لِأعيشَ


تيسير حيدر – لبنان
(1)
أقِيسُ سُرعةَ الضَّوءِ في قلبي..
أكتبُ لِأعيشَ، لِيَسري العِشْقُ في روحي
لِأرتاحَ من كَوابيس اللَّيلِ المُضْجرةِ الحَرْب
لِأزورَ امْتدادَ أنهارِ النَّملِ وهي تَلثمُ القمح
لِأُخَفِّفَ عن طلاَّبِ المدارسِ مَداخنَ ألَمِ أن تَقبعَ طولَ النَّهارِ في غرفةٍ مع مَنْ لا يروقُ لِقلبِكَ وفكرِك
لِأُحِسَّ بأنَّ المجهولين في خنادقِ الدِّفاعِ عن الوطنِ يستمتعون برحيقِ انتصاراتي التي سطَّروها هم بدَمهم المُثمرِ حُرِّية
لِأقيسَ سرعةَ الضَّوءِ في قلبي
لِأكونَ أوَّلَ من يدْمع حين يجوع أطفالُ فقراءِ العالَم !!

(2)
أتَأمَّلُ الجَبَلَ المُجاورَ لبلْدتي ،وأنا في السَّفحِ ،أتَذَكَّرُ أجْدادَنا القدَماء الذِينَ عاشوا في أحْضانِ المَغاوِرِ والكُهوفِ ،أحِسُّ بشَلاَّلِ موسِيقى تَنْبعِثُ من القِمَّةِ إلى السَّهل ،تُحْيِيْهُم في قَلْبي!
مُوسِيْقى ،ألْتَمِسُها ،أُعانِقُها ،تَجْذِبُني ،تَجْرفُني !
أصْواتُ عَذاباتِ اجْدادي وهُم يَتَسَلَّقون ،يَتَسابقون على حَفْرِ المَغاوِرِ والكُهوفِ !
يَنامونَ مع أطْفالِهم ،جِيْرانِهم الطُّيور والحُقولِ والجُحور!
هُم سَنابلُ انْحَنَتْ ،أيْنَعَتْ وَبَذَرَتْ !
قَلْبي مِنْها بَسْمةٌ ،حَبَّةٌ مُشْرقةٌ مُمَتَّعَةٌ برَحِيْقِ السِّنينِ الجَميل ،مُزَيَّنَةٌ بأغْمارِ القلوب اليانِعة
كَيْفَ كانوا يُحِبُّون ؟ كَيْفَ كانوا يَحْمونِ بيادِرَهُم ؟! يَتَألَّمون ؟!
مُوسِيْقى تَنْبعِثُ تُذَكِّرُني بهم ،تُلامِسُ شغافَ قَلْبي المُنْهك ،تَسْقِيْهِ الهُدوءَ ،ترْوِيْه جَمَالاً ،تُذَكِّرُهُ بعَناوِيْن لَمْ تَنْقَرضْ ،إنَّها في دَمِنا ،أثْلاماً ،آهَاتاً ،أحْزاناً ،أعْراساً ،إنَّهُم أجْدادُنا المُتْعَبون وَنَحْنُ سَنَفْرحُ في السُّهول ،مُنْجَذِبين بالحَنين !
شَلاَّلُ مَوَاوِيْلَ تغْدِقُ من قِمَّةِ المَجْدِ الإنْسانِيِّ إلى قَلْب ش..ا....عِ.....ر

 

تعليق عبر الفيس بوك