بلورٌ يستوطنُ ليلي


رياض الدليمي - العراق

كنتِ تقولينَ لا صلاةَ ترضي الله
 إن لم تُعفّر بتراب الأوطان
أراكِ تبحثينَ عن مسيحٍ تفتينهُ
بصلاة مبلولة وغيوم ملبدة بروح المطر
من خلف الخلجان وأقاصي البحار
تشيّدين ممالكَ وترسمين حدودها الزرقاء
بلونِ اَوردتي
ومسبحتي الفيروز
ترتلينَ الدعاءَ وتمجدينَ الأسماءَ
كنتِ تتوقينَ للفحاتِ الشمسِ على سُمرتي
حينَ أرفعُ الأذان
بعدَ عتقي من جلدِ السنين
أتوهُ في الوادي السراب
بين شمسٍ تلبسُ رداءَ التوت
وقمر تَحَمرَ بِفصالِ التوت
تَعلقَ بأكتافٍ لم تهشمها النيران
مشدودةٌ بخيوطِ القمر،
أَمدُ يديّ في مواسم الجني
ترتعشُ من بياضِ القهر
تشابكُ الوانَ الكرز والتوت
فيعشى النظر
ويجفُ فمي.
بتُ مشلولاً من توبة البوح
وطيشِ يديّ .
الوانٌ تسحقُ النظر
وصوت ينادي في الوادي السراب
لصلاة ٍ
ونورِ قمرٍ هالكٍ وخيوطِ شمسٍ
تشدُ أذرعي
ثقلَ الحجارُ على صدري فتختنقُ الشهقاتُ
وبياضٌ يشعُ زهراً
يفتحُ فمي المعتصم،
دعيني يا نونُ الخطيئةِ
لصلاةٍ في العراء
ولكِ صلاة في مملكاتكِ الزرق.
أدمنتُ صبَّ الشمعَ في السمع،
لم تعدْ (هيتَ – لكَ)  تثقبُ جدارُ الشمع
ولا تهلل لزوالِ الشمس.
أديرةٌ تشيّدُ (بسكراب) الأمس
مساجد تعمّرُ روحي المقبوضة بعطر النأي
أنا الوحيد بتوبتي
الليلُ أكتبهُ تعويذةَ شعرٍ
وتهجدِ أحلامٍ ،
يغمى عليّ
من جَلدِ الألوان
وحلاوةِ الأضغاث .
بلورٌ يستوطنُ ليلي
ينامُ على أبيضَ (الستن)
والظهورِ عارياتٍ
في عصور القتلِ والفتن
من يحميها من طامعٍ ومتسللٍ؟
كرٌّ وفرٌّ في معارك الأرجلِ
بين ترفٍ وتوبتي
تسنهضينَ غباراً وصهيلا ً
وقوائمَ هَدها الوهنُ.
أنا المنشطرُ بين دجلةٍ وفرات
ألا يُلملمُ أجزائي شط العرب؟

 

تعليق عبر الفيس بوك