ما وراء المقال

صفقة .. دخانية

 

أحمد المصطفى عبدالعزيز

في خطوة مشابهة لسيناريو نهاية الموسم  قبل الماضي الذي أقالت فيه شركة كرة القدم النصراوية المدرب إيفان يوفانوفيتش بعد نجاحه اللافت في إعادة العميد إلى منصات التتويج بثلاث ألقاب دفعة واحدة منها بطولة إقليمية ، ولقبي كأس رئيس الدولة ، وكأس الخليج العربي من قبل أن يتبخر حلم الوصول إلى نصف نهائي البطولة الأسيوية والمنافسة على لقب دوري أبطال البطولة القارية لتغطية الأخطاء الكارثية التي  كادت أن تكلف وقتها النصر فاتورة قاسية وتعصف بتاريخ عميد أندية الإمارات المعروف عنها بالإلتزام والإنضباط  في الأمور التي لا تحتمل التهور واللعب بالنار.

يعود ذات مشهد ذكاء شركة كرة القدم المكشوف والمفضوح عبر صفقة النجم الأسباني نيغريدو القادم من بشكتاش التركي .. الصفقة الدخانية المراد منها  إبعاد الضغوطات عن العراب  وربعه ، وصرف أنظار الجمهور الغاضب على أسلوب وفكر المسؤولين المعنيين  بتجهيز الفريق فنيا للموسم الجاري على طريقة الترقيع كيف ما كان وكيف ما أتفق خاصة ملف إنتدابات اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب المشابه لسيناريو إقصاء الصربي إيفان على نحو ما آشرت أنفا قبل إعادته  نهاية الموسم الفائت مديرا فنيا خلفا للإيطالي براندلي الذي كان التعاقد معه هو الآخر، ومع فريق معاونيه المكون من إحدى عشر فردا وأكثر خطأ فني كلف خزينة شركة كرة القدم الكثيرمن الأموال ، وأضاع موسم بحاله.

أجزم  بأن الحيلة الذكية التي لا تنطلي إلا على المطبلين الذين يناصرون الأشخاص على حساب الكيان  .. الحيلة التي لجأ إليها المسؤولون في الشركة الزرقاء  بإستقدام نيغريدو ربما تحقق لهم ما ينشدون وهوالإستمرار كصانعي قرار في شركة كرة القدم ، بيد أنها بكل تأكيد سوف تلحق ضررا كبيرا بحظوظ النصر في المنافسة على لقب درع الدوري الغائب عنه لأكثر من ثلاث عقود بسبب خلل مكشوف في الفكر والعمل الإداري ولعل ذلك ما إنعكس سلبا على  تحضيرات الفريق الأول البعيدة كل البعد عن المنهجية العلمية  خلال فترة المعسكر الإعدادي الخارجي ، وفي رمادية الرؤية الفنية في المباريات التجريبية التي خاضها الفريق ، وفي فشل اللجنة الفنية وعرابها  في إختيارات اللاعبين المحليين المميزين  حسب حاجة الفريق ، وفي نوعية المحترفين الأجانب المفترض فيهم أن يكونوا أصحاب مهارات فنية عالية يصنعون بها الفارق في لقاءات الفريق مع مثله من الكبار ، وفي مواجهات أندية الوسط ،  وتلك التي تبحث عن فتات النقاط لأجل البقاء في دوري الأضواء ، لا أن يكونوا عالة وصخور جاثمة على صدور اللاعبين المواطنين ، وحسرة وندامة على قلوب الجماهير.

إن سياسة الترقيع الطاردة  التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولا تشبه نادي كبير بقامة عميد أندية الإمارات  راقت لشركة كرة القدم  حد الإدمان ، وأبعدت جماهير البلوز من المدرجات ، ودفعتهم بقوة لمجافاة محبوبهم غصبا عنهم  لكي لا تتوقف قلوبهم ويروحوا في خبر كان ولعل ذلك هو الشيء الذي سهل من تمكين مسؤولي شركة الكرة والسيطرة بشكل كامل على القلعة الرياضية وتحويل مساحاتها المترامية الأطراف إلى منطقة شبه عسكرية ، فزادت الأوامر والضوابط عن الحد المعقول ، وساعد ذلك الوضع الغير طبيعي عدد من حراس الأمن المنتشرين أمام المبنى المؤقت  للشركة  وملعب حميد الطايرعلى نفش ريشهم لتنفيذ تعليمات الربان القاضية بحرمان كان من كان  من الإقتراب والتصوير والحديث مع اللاعبين.

بإختصار وبدون ثوم وشمار أضحى الوضع لا يطاق ليس في النادي الأزرق بشكل عام ، وإنما  طال صفوف الفريق حيث وضح غياب الروح ، وتباعد المسافات  بين اللاعبين المحاطين بسحابة سوداء خفية فيها نسبة عالية من الطاقة السلبية التي أثرت على أفراد الفريق  بشكل كبير ومباشر في مباراتي عجمان والشارقة  فظهرواعلى غير العادة مفككين الخطوط ، فاقدين للتركيز ،  ثقيلي الحركة لا يقوون على الركض وإستخلاص الكرة من أقدام منافسيهم ولا حتى تمرير الكرة في ما بينهم بإتقان .

هذا كله ، وكثيرغيره تسبب فيه من يتحدثون عن الإدارة الكروية بمنهجية علمية ورؤية إحترافية وهو الشيء الذي أدخلنا في حيرة ودهشة وجعلنا نطابق ما يقولون ويفعلون مع المثل الشائع الذي يقول " أسمع كلامك أصدقك .. أشوف عمايلك أتعجب ".

لذلك أقول بأن صفقة نيغريدو التي بلغت سبعة مليون يورو أي ما يعادل ثلاثين مليون درهم ستثقل كاهل خزينة شركة الكرة .

ولا آظن بانها ستصلح ما أفسده العراب.

هي صفقة دخانية .. لا أكثر ولا أقل.

آخر الكلام :

سؤال : بماذا نفسرالتعاقدات الفاشلة في الموسمين الماضيين والموسم الحالي ؟.

الإجابة عند الإيطالي الخارق الفريدو كشاف شركة الكرة ومرجعها.

تواصلت الخيبات والمررات .. ويا قلبي لا تحزن.

maash.obba@yahoo.com

تعليق عبر الفيس بوك