شكرًا .. لشباب فرقة عبري المسرحية

 

سيف بن سالم المعمري

كان المسرح ولا يزال أحد المنصات الإعلامية التي من خلالها يتم تقديم الأفكار النبيلة؛ لتبصير المُجتمع بقضاياه، وإحياء أمجاده وتاريخه، ورغم انشغال الشباب بالفضائيات وقنوات الاتصال والتطبيقات الحديثة إلا أنَّ ذلك لم يكن سبباً للعزوف عن خشبة المسرح، بل أصبحت تلك القنوات والوسائط مُعيناً لوصول رسالة المسرح إلى أكبر قدر من المشاهدين والمُتابعين.

ويتجسد ذلك في تواصل الاهتمام بالمسرح والدراما الكوميدية الهادفة من قبل شباب فرقة عبري المسرحية والتي تضم رواد العمل المسرحي والدرامي بولاية عبري بالإضافة إلى جيل الشباب الصاعد، والذين قدموا ولا يزالون محتوى فنيا وإعلاميا هادفا، واستثمروا شبكات التواصل الاجتماعي خير استثمار، حيث كانت شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة مُعيناً لهم في تشخيص الظواهر والقضايا التي استجدت في المُجتمع، كما كانت تلك الشبكات أداة مهمة لاستنباط واستلهام الأفكار وبنائها في قالب درامي كوميدي هادف، وساهمت تلك الشبكات الاجتماعية في إيصال المشاهد الدرامية إلى أكبر شريحة من المُجتمع، وحملت مضامين ورسائل هادفة سلطت الضوء على المُبالغات غير المحمودة في التمسك ببعض التقاليد والأعراف المجتمعية، وكانت سببا لزيادة أعباء المجتمع، وفي أحيان أخرى لإشغال المجتمع بقضايا مؤرقة.     

وهناك الكثير من المواضيع والقضايا التي بحاجة ملحة لتسليط الضوء عليها ومُعالجتها، وتتطلب استثمار تلك الفنون المسرحية والدرامية والإعلامية، وهناك طاقات شبابية مبدعة في المجتمع في مختلف تلك الفنون والأدوات يتطلب استثمارها خير استثمار، ومسؤولية المؤسسات الحكومية والخاصة دعم الشباب ماديا ومعنويا وتوجيه اهتماماتهم بما يعود بالنفع على المجتمع.

فأينما تجد شبابا لديهم مهارات واهتمامات بالمسرح وبالدراما فهم بحاجة إلى دعم من عدة مؤسسات كالتراث والثقافة والإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والشؤون الرياضية، واللجنة الوطنية للشباب، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، ومؤسسات التعليم العالي ونحوها، وأن تجد شباب لديهم مهارات واهتمامات في شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة فهم بحاجة إلى عناية واهتمام وتشجيع من جميع المؤسسات سالفة الذكر، بالإضافة إلى هيئة تقنية المعلومات والجهات الأخرى ذات الاختصاص.

وأن تستثمر المؤسسات الحكومية والخاصة مواردها المالية في حملاتها التوعوية والإرشادية بدعم الشباب المبدع، لإيصال رسائلها للمجتمع من خلال مهاراتهم المسرحية والدرامية، وقدرة الشباب في التأثير على المجتمع من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، فهي أفضل لتلك المؤسسات وأكبر تأثير من الأساليب والأدوات التقليدية كالمطويات والكتيبات والمعارض والحفلات.

إنَّ المحتوى الإعلامي الهادف الذي قدمه شباب فرقة عبري المسرحية والذي يتم بثه في قناة عبري للإنتاج الفني على اليوتيوب، وكذلك تدفق ذلك المحتوى على بقية التطبيقات كالفيسبوك، والتويتر، والانستجرام، والسناب شات، وكذلك الواتساب، حظي بشغف ومشاهدة من مختلف شرائح المجتمع، كما لاقى ترحيبا من الجميع، وإن مثل هذا العمل المبارك يمثل قيمة مضافة، ومشاركة فاعلة من الشباب، وهم عماد المجتمع ومستقبله المشرق.

كل التحية والتقدير لشباب فرقة عبري المسرحية على العمل الفني الهادف الذي يحاولون من خلاله إيصال صوتهم إلى كل أبناء المجتمع، للحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم ومثلهم النبيلة، وكل الثناء لكل من يبذل من وقته وجهده وعافيته وماله، ليسهم في تماسك المجتمع ويحافظ على أصالته..

وبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت...

Saif5900@gmail.com