"دوري أوروبا" .. الآمال والتوقعات!

 

حسين بن علي الغافري

 

عادت عجلة المُباريات الدولية الأوروبية للدوران بعد فترة ليست بالقصيرة. العودة هذه المرة مختلفة كُلياً عما اعتدنا عليه من لقاءات ودية قد لا تجد ذات الصدى الذي تحظى به اللقاءات الرسمية، وهو ما عِمل عليه الاتحاد الأوروبي بتطبيق بطولة دوري أمم أوروبا للمنتخبات والذي تم تقسيمه إلى أربعة مراحل ولربما أغلبنا لا يُدرك آلية عمل البطولة ولماذا أصلاً تم إنشاؤها؟. الفكرة الهامة التي على أساسها تم إنشاء البطولة سببها الرئيسي إضفاء نوع من الجدية على اللقاءات الودية التي لربما لم تجد ذلك الاهتمام، وفرصة حقيقية للمنتخبات الصغيرة لإيجاد مساحة تنافسية وإظهار إمكانياتها وتطويرها. كما لا ننسى جانبًا مهماً بات ركيزة هامة في عالم الرياضة وكرة القدم خصوصاً، وهو "الربح والتسويق". فكثيرون لا يتكلفون مشاهدة مباراة تجمع في كفيها منتخب مثل ألمانيا أو إسبانيا وبين أندورا أو سان مارينو أو جبل طارق مع كامل التقدير لكل منتخبات العالم ولكن الفوارق الفنية واضحة جداً!. البطولة الآن بصفتها الرسمية تبدو عقلانية بعض الشيء من خلال تكافؤ الفرص مع مستويات متقاربة. وقيمة النقل التلفزيوني ستكون أكبر والعائد المادي من المتوقع أن يزيد.

***

البطولة بشكلها الحالي كما ذكرت هي بوابة إلى يورو 2020، حيث إن أبطال المجموعات الأربعة سيتأهلون إلى نصف النهائي ومن ثم النهائي وبعدها اللقب. ورباعي كل مستوى سيضمن التواجد في نهائيات اليورو سيف 2020م. لا أقول بأن البطولة ستغلق المجال للمباريات الودية ولكن ستحدها بشكل كبير جداً أو الأصح بأنها "نظمتها" عما كانت سابقاً بطريقة تنسيق مسبق بين منتخبين لغرض التحضير للقادم، وستخلق تنافسا شرسا للغاية خصوصاً في لقاءات الكبار في أول مستويين. الملفت كذلك أن رباعي ذيل الترتيب سيهبط إلى درجة أدنى، ورباعي المستوى الثاني سيصعدون إلى الأولى.

***

ولعل المنظمين للبطولة كان توجههم بعيدا عمَّا نقرأه في عنوان الصحف من خلال إبراز إمكانيات ومواهب المنتخبات الصغيرة -إن صح التعبير- أو ذات التصنيف الأدنى فرصة للتنافس المنطقي مع بعضهم البعض والظفر بمقعد في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، كما أن بطل المجموعة سيتواجد في نصف نهائي مستوى الدوري الحالي الذي ينافس فيه، وهي فرصة هامة كذلك لمقارعة الكبار والتواجد في حدث من هذا النوع.

***

لن نكون متفائلين مبكراً بشكل كبير ونتحدث عن نجاح جوهري يُمكن أن نراه في بطولة جديدة، ولكن متوقع أن من يقودون الدفة خلف الكواليس درسوا السلبيات التي من الممكن أن تصاحب بطولة جديدة في بداياتها الأولى والتعديل سيكون لا محالة في المستقبل. الانتصار للتطوير والتجديد في عالم المستديرة لم يعد من الكماليات التجميلية وإنما أصبح واجباً حتمياً في ظل لغة التسويق والمال والاستثمار وهي لغة رئيسية باتت تقود صناعة كرة القدم لآفاق أرحب وتفتح مجالات أوسع.

HussainGhafri@gmail.com