المكسيكي لبناني الأصل بدأ حياته بائعا في محل أدوات منزلية فصار أغنى رجل بالعالم

كارلوس سليم.. خير من يجيب عن سؤال: كيف تربح 30 مليون دولار يوميا؟

...
...
...

≥ "فوربس" صنفته الأغنى 4 مرات بثروة تزيد على 73 مليار دولار

≥ منحه المال نفوذا سياسيا للتوسط بين ترامب والرئيس المكسيكي

≥ سدد ديون "نيويورك تايمز" للاستحواذ على 17% من أسهمها

≥ في سن 12 عاما جرب الاستثمار بشراء أسهم في بنك محلي

 

الجميع يعملون بجد رغبةً في زيادة رواتبهم الشهرية، لكن مَن بإمكانه زيادة دخله اليومي إلى حدِّ ربح 30 مليون دولار يوميا؟

إنه رجل الأعمال المكسيكي ذو الأصول اللبنانية كارلوس سليم حلو، الذي تمَّ تصنيفه من جانب مجلة فوربس الاقتصادية كأغنى رجل في العالم 4 مرات متتالية بثروة تزيد على 73 مليار دولار. تمكن الرجل من تعزيز استثماراته على الرغم من أن 17% من سكان المكسيك يعيشون تحت خط الفقر، ويشكون قلة الفرص. ونجح في تكوين ثروته العملاقة من خلال إدارة شركات تشغل آلاف المكسيكيين، ومن بينها شركة "تلميكس" للاتصالات التي تمثل 90% من سوق الاتصالات في البلاد، إلى جانب توسعاته باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية التي بنى فيها إمبراطورية من الشركات والمال في مختلف المجالات والقطاعات، حتى يقال إنه لا يوجد أي شخص في المكسيك لم يشترِ منتجًا من منتجات شركات الوافد اللبناني الأصل.

بروفايل - الرؤية

 

منحه المال نفوذا سياسيا أيضا، حتى إنه عرض على الحكومة المكسيكية الوساطة والمساعدة لتسهيل التفاوض بين الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن خطة ترامب لبناء جدار على الحدود الأمريكية-المكسيكية، لمنع تدفق المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين، وقد أكد كارلوس أن المكسيك بحاجة للتفاوض من موقع قوة.

فكيف ومتى بدأت رحلة الصعود؟

وُلد كارلوس في 28 يناير عام 1940 في المكسيك؛ حيث وصل والده يوسف سليم هناك مهاجراً من لبنان عام 1902 وكان في مقتبل العمر، وبعدها بتسع سنوات افتتح متجراً صغيراً للأدوات المنزلية أطلق عليه اسم "نجمة الشرق"، ثم تزوج يوسف من الفتاة اللبنانية المهاجرة ليندا الحلو، التي أنجبت له كارلوس الذي حمل اسم الوالد والوالدة على الطريقة المكسيكية: كارلوس سليم الحلو.

بدأ والده حياته بصعوبة في بلاد لا تعرف سوى اللغة الإسبانية، ولم يكن يعلم أن ابنه الصغير كارلوس سوف "يحول الهواء إلى ذهب" من خلال استثماراته في مجال الاتصالات، وسيصبح بعد سنوات أثرى أثرياء العالم، وأشهر أغنيائه، ورجل الأعمال الأكثر نجاحاً في العصر الحديث.

حصل كارلوس على شهادة الهندسة من إحدى جامعات المكسيك، وقام بتدريس الجبر والبرمجة الخطية أثناء دراسته بالجامعة، وبدأ العمل بالتجارة عقب تخرجه مباشرة، وإن بدأت توجهاته تتشكل عند بلوغه الثانية عشرة من عُمره حين اشترى سليم أسهما في بنك مكسيكي.

وفي 1967، تزوج كارلوس من فتاة لبنانية تنتمي لعائلة "الجميّل" الشهيرة، وهي العائلة ذاتها التي ينتمي لها الرئيسان السابقان بشير وأمين الجميّل، ومنها أنجب ستة أبناء قبل أن يوافيها الأجل متأثرة بمرض السرطان في 1999، وقد أنشأ متحفا يحمل اسمها "سمية" في مدينة مكسيكو؛ تكريمًا لذكراها بتكلفة زات على 70 مليون دولار.

يمتلك كارلوس حاليا أكثر من 200 مشروع استثماري في شتى المجالات التجارية، تتنوع بين الاتصالات وأعمال البناء والتصنيع وحتى الأغذية الجافة والتبغ. وبدأت مسيرة الامبراطورية الاقتصادية بإنشاء شركته للواسطة المالية، ليستثمر من خلالها في عدة شركاتٍ مستقلة. وبحلول العام 1965، كان رأسماله قد ازداد لدرجة تُمكنه من دمج الشركات الأخرى أو شرائها مُباشرةً. وبحلول عام 1966، كانت ثروته تُقدَّر بنحو 40 مليون دولار أمريكي وفي ازدياد. وبالرغم من استثماره في عدة مجالات مستقلة في البداية، إلا أن تركيزه الأساسي كان مُنْصَبًّا على أعمال البناء والتنقيب والعقارات، واستمر في الاستحواذ على شركات في هذه المجالات.

وخلال السبعينيات، استمرت إمبراطوريته في التوسُّع، عن طريق إنشاء والاستحواذ على شركاتٍ في مجالاتٍ متنوعة. وبحلول عام 1980، دمج رأسماله المُتعدد في الشركة القابضة مجموعة جالاس (Grupo Galas)، والتي اشتملت على جميع ممتلكاته.

وفي العام 1982، تسبب انخفاض أسعار النفط في تدهور وانهيار الاقتصاد المكسيكي، الذي يعتمد أغلبه على النفط. فتم تأميم البنوك، وتراجعت قيمة العملة المكسيكية البيزو. وفي خلال الأعوام القليلة اللاحقة من فترة الانهيار الاقتصادي، ازدادت جهود سليم في الاستحواذ على شركات جديدة واكتسب حصصًا كبيرة في فروع بعض الشركات العالمية بالمكسيك.

وفي العام 1990، صارت مجموعة شركاته مساهمة عالمية، وفي نفس العام بدأ في توسعة نفوذه إلى مجال الاتصالات، وتعاون مع شركة فرانس لشراء شركة الهواتف تيلميكس، من الحكومة المكسيكية، وكانت بداية استحواذه شبه التام على الخطوط الأرضية للدولة، وخدمات الهواتف المحمولة فيما بعد.

وبعد عقود من شرائه لأفرع عدة شركاتٍ عالمية في المكسيك، امتدَّ نفوذ سليم خارج حدود أمريكا اللاتينية. وأنشأ فرعًا لشركته للاتصالات تيلميكس في الولايات المتحدة الأمريكية، واستحوذ على حصصٍ في شركة الهواتف المحمولة الأمريكية تراكفون.

وفي الألفية الجديدة، واصل بناء إمبراطوريته التجارية في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، بشراء وبيع الشركات. وفي العام 2014، استحوذ على أوَّل استثمار أوروبي ناجح، وهي شركة الاتصالات النمساوية Telekom Austria، والتي كانت قد أنشأت خدمات للهواتف المحمولة في سبع دول أوروبية أخرى بالفعل، فاعتبرها سليم فرصة ممتازة للانتشار في أسواق وسط وشرق أوروبا.

واعتبارًا من 2015، أصبح سليم أكبر فرد مُساهم في جريدة النيويورك تايمز بنسبة 16.8%. وكان سليم قد سدد 250 مليون دولار من ديون الشركة خلال تعثرها مع بداية فترة الكساد الاقتصادي الأمريكي؛ حتى يتمكَّن من الاستحواذ على تلك الأسهم.

وبالتوازي مع الرغبة المتواصلة في تعظيم الربح، لم ينس كارلوس الجوانب الخيرية والإنسانية، فأسس 3 منظمات خيرية غير ربحية، وهي: مؤسسة كارلوس سليم الحلو ومؤسسة تيلميكس ومؤسسة المركز التاريخي لمدينة مكسيكو، وجميعها تركز على تطوير مدينة مكسيكو، وتعتني بمجالات الفنون والتعليم والرعاية الصحية، وإحدى المؤسسات مُخصصة للرياضة، والأخرى لترميم وَسَط المدينة.

تعليق عبر الفيس بوك