عطرٌ ليلكيُّ ميِّتٌ في زُجاجة


إسراء إسماعيل – فلسطين

يقال عني: إني شاعرة
أو هاوية
صدقوني لها رائحة تلك الكلمة
تشبه رائحة عطر ليلكي ميت في زجاجة
أحيانا تهمس في أذني
أرددها وكأنها تحتفي بالعقاب
تصدر أصواتا مثل صوت
زحف تنورة حريرية على أرض باردة
تحمل كتلة من اللحم
لتستمتع بإرداء الدهشة من عين البصيرة
فتغزل منها دمع أيوب
أو تفاحة الخير والشر من شجرة الخلود
أو ربما ثلاثة غربان تبكي بندم
مكونة بحيرة شديدة الملوحة
ذلك الملح أنا..!

شاعرة
لكني أخشى غضب اللون الأحمر في دمي
عندما أكتب تستند على وجهي روايات الجلد والحبر
كما لو أنني فراشة القلم
غامضة
حين تستقر على أجزاء من جسدي
وتفتح أجنحتها بهدوء
لشعور مؤلم منفتح من تلقاء نفسه
مثل الطين
كمن يستعيد ذنبه من أول الخلق
الذي يبدو سؤالا محيرا
استمراريته أشبه بلعق الحروف
المصابة بحكمة التكفير
كعطف أخير يمنح اللسان لذة الحرارة
عندما يتحمل اللوم
أثناء العبور إلى ذهول الشغف بصفاء
وقت الغروب
وتبختره بكامل إعوجاجه
على بشائر المغفرة ..!!

شاعرة
صدى تلك الكلمة تبدو حفرة محرمة
لطالما تريد أن تحدث عمقا في يدي
وتقارنها بنبضات قلبي الأنثوية
أليست هذه اللمسة الأكثر شاعرية في هذا النص ..؟
التي تشبه تصفيق الملائكة
بعد أن غسلت أجنحتها
بدعوى أن أسباب الكتابة
لا يمكن حشرها في سطر (اللهم إني شاعرة فدلني)  ...!!!

 

 

تعليق عبر الفيس بوك