سيكلوجية الإنسان في القرآن (1)


محمد عبد العظيم العجمي – مصر


السيكلوجية: هو العلم الذي يبحث في دراسة السلوك الإنساني بطريقة علمية بهدف فهمه وتفسيره والتنبؤ به، وكذلك تغييره وتهذيبه وضبطه والتحكم به قدر الإمكان بغرض تقويمه ، وقد تأسس هذا العلم على يد السيكلوجي الألماني (وليم فونت :1879م) وهو الذي قام باستقلاليته عن الفلسفة .
أما الإنسان : فهو (اسم جنس) لهذا المخلوق المعروف بكيانه المادي المميز بخصائصه الفسيولوجية والبيولوجية، وجوهره النفسي والعقلي والروحي، والذي له خاصية التفكير والتطور(العقلي) اللتان تجعلان له السيادة على الكائنات والمخلوقات عداه، وهو يعني كذلك جنس البشر المتوالد من (آدم عليه السلام) والذي اصطٌفي ليكون خليفة في هذه الأرض (بمعنى: الأجيال التي يخلف بعضها بعضا وليس بمعنى: النيابة أو الوكالة) ، والذي كذلك (أنيط) به إعمار الأرض وعبادة الله التي منح على إثرها أمانة (العقل والاختيار).
ونحن لا نقتصر هنا على التعريف الفلسفي القاصر في بعض جوانبه ، والذي يتجاهل أحيانا ـــ في رأي بعض الفلاسفة ــــ، يتجاهل هذا الجوهر العقلي والنفسي والفكري المتطور للإنسان ويرجعها جميعا إلى أنها مجرد عمليات بيولوجية كيميائية، وكذلك يتجاهل هذا التكريم الإلهي للإنسان والتفضيل له على سائر الكائنات باعتبار أن الحركة البيولوجية الطبيعية تسري على كل المخلوقات وبالتالي فعملية التفكير والارتقاء (الحالة الحضارية) في حد ذاتها عمليات حيوية لا تميز الإنسان عن غيره من الحيوان.
أما النظرة القرآنية: فهي النظرة المتكاملة المترابطة التي تتناول الجانب المادي (الخَلقي) للإنسان، مع مراحل تطور النمو كجنين ثم كمخلوق مكتمل (بعد نفخ الروح وكتابة المتعلقات الأربع: الرزق والأجل والعمل، وشقي أم سعيد)، ثم التقلب في أطوار الخلق (من ضعف إلى قوة ثم إلى ضعف وشيبة )، هذا الجانب المادي باختصار، أما الجانب النفسي (السيكلوجي) والذي يصدر من خلال هذا القالب المادي البشري فهو موضوع الحديث، فهو الذي يوصّف مصدر السلوك الإنساني من الخير والشر(النفس) المفطور عليه الإنسان، والذي يعتبر المحرك الأصلي للسلوك بأنواعه، ويتحكم في توجيه دفته، وتغيير نمطيته حسب عمليات معقدة جدا تشمل (استقبال الحواس والإدراك والتفكير والاتصالات بين الدماغ والمراكز العصبية)، ثم ينتج السلوك بعد هذه السلسلة الكيموكهربية العقلية النفسية.
 ومن هنا فالقرآن يتكلم عن استكمال خلق الإنسان من خلال الخلق المتقن المحسن، الذي منحه وسائل الإدراك السليمة التي يستطيع من خلالها التواصل مع الكون من حوله والترجمة العقلية لما يدور فيه، ثم التفاعل معه "ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون" السجدة، "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا(2)" [سورة: الإنسان] ، "وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26)" [سورة: الأحقاف]، ثم وصّف القرآن الحال العامة للإنسان، والسلوك الغالب على بني جنسه وما طبع عليه من صفات: العجلة "وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا (11)" [سورة: الإسراء]، والكفران والتنكر لنعمة الخالق "وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)" [سورة: إبراهيم]، والهلع عند المصائب والفرح والمنع عند الرخاء دون التثبت في الحكمة من وراء ذلك " إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)" [سورة: المعارج]، والتفاخر بإهلاك المال "يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا (6)" [سورة: البلد]، والبطر في حالة بسط الرزق والاعتراض على قضاء الله فيه في التقدير "فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)" [سورة: الفجر]، والتكبر عند النعمة وبسطة الرزق ونسب الفضل له وليس لربه، والإكثار من الدعاء والإلحاح على ربه حين يمسه الفقر أو المرض " وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) " [سورة: فصلت] ، وكثرة الجدل خاصة فيما كتب الله عليه من القضاء والقدر" وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) " سورة: الكهف]، وما جبل عليه من الضعف وعدم القدرة على الصبر والتحمل في البلاء "وخلق الإنسان ضعيفا"، وعدم إكرام اليتيم وإطعام المسكين " كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)" [سورة: الفجر]، وتمكن الشح من نفسه مما يدفعه إلى التقتير"قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا (100) " [سورة: الإسراء]، وما ركب فيه من الظلم والجهل الذي أغراه بالإقدام على حمل الأمانة التي عجز عن حملها السموات والأرض والجبال"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)" [سورة: الأحزاب]، كل هذا مما وصّف به القرآن حال الإنسان وما طبع عليه من الطبع الغالب الذي شاء له الله أن يمتحن به في ديناميكية الحياة، مع ما منيت به الحياة كذلك من البلايا والمنغصات، فيجتمع عليه ابتلاء الداخل والخارج ليبين حاله: (أتكون على الشكر أم الكفر)، ثم سن له المنهج الإرشادي الذي يستطيع به أن يقوّم هذا الطباع ويهذب هذا السلوك عن طريق عملية الاستبطان والنظر إلي نفسه  من الداخل والتحري لما يرد عليها من الخارج " قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) " [سورة: الشمس].  
ونلاحظ أن الأوصاف السابقة تنطبق على الإنسان عموما بكيانه المادي والروحي والنفسي والعقلي ، فالقرآن يفرق في التعبير بين الإنسان ككل متكامل وبين معنى النفس والعقل والجسم والروح التي هي مكونات الإنسان، ليسبق العلم الحديث بقرون في هذه التفرقة وبدقة بالغة لا يكاد العلم يستطيعها، فمنظمة الصحة العالمية تعرف (الصحة) بأنها: ليست غياب المرض أو العجز، وإنما هي: التمتع بجودة الحياة الجسدية والاجتماعية والنفسية، والبعض يضيف إليها البعد الروحي "ولاشك أن تفصيل القرآن لهذه المفاهيم أسبق بزمن وأدق بكثير من توصيف منظمة الصحة العالمية ، فالأوصاف السابقة نسبت للإنسان ككيان وجنس ،لأنها كلها تجتمع فيها عملية التفكير والإدراك والإرادة والنزوع والفعل وهو ما نسميه السلوك أو الطبع الذي يكون متغلبا على بني الإنسان عامة ، أما في حديثه عن النفس فلا يخلط ولا ينسب إليها الفعل ــ إلا أن يكون المقصود منها الكيان البشري بكامله، كقوله " وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281) " [سورة: البقرة]، لكنه ينسب إلى النفس الإلهام والأمر والتفكير والهوى والحرج والضيق والخيانة والشح والتسويل والفتنة... فالاختلاج والانفعال والتفكير كلها في دائرة النفس، أما الفعل والحركة فهي مختصة بالجسد، ولذلك جاء القرآن بالتربية النفسية (للنفس) التي تعتبر مصدر السلوك ليرقي دائرة الإلهام الأولى والتي تحكم الأفعال وتغذيها فجعل لها من وسائل التربية والتوعية ما يقوم به اعوجاجها، ونبه الإنسان على ذلك ليكون منها في حذر، ومراقبا لما يلج إليها عن طريق وسائل الاستقبال (الحواس) والمدركات التي تزكي في الإنسان نوازع الخير والشر"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" الشمس، فالتزكية: هي إنماء جانب الخير بالطاعة وحمل النفس على الخلق القويم السديد الكريم، والتدسية: هي دس النفس في المعصية واتباع الهوى، والنزول بها في مدارك الأخلاق والمساوئ، وهذا وذاك لا يكونان إلا باعتبار ما يرد على هذه النفس من خارجها وما تنقله الحواس إليها مما تتبعه، ويكون العقل رقيب على الحواس حارسا لها من تتبع ما يدسي النفس مما تهواه ، وانتقاء ما يزكيها ويهديها.
ولما كانت أوصاف الإنسان كما ذكرها القرآن، وخلقته على النحو السابق، فإن الله تعالى قد جعل له منهجا ربانيا، ليحقق من خلاله ركن العبودية الذي خلق من أجله ، وليقوم بالخلافة الأرضية التي أنزل لأجلها من الجنة، وليكون مفضلا على غيره من الخلق والكائنات، ثم ليكون قربه أو بعده من هذا المنهج الذي أنزل عليه هو الحَكَم على مدي اضطلاعه بالأمر الذي خلق من أجله، ولينظر من خلاله هل قام بالأمانة التي أبين حملها السموات والأرض والجبال وأشفقن منها، أم أنه ضيعها بظلمه وجهله الذي لم يستطع من خلالهما أن يقدر هذه الأمانة حق قدرها، وقد عاتبه القرآن هذا العتاب الرباني اللطيف الذي يلومه فيه على التقصير في أمر ربه، وعدم قدر الله حق قدره، وهو الذي أمده بنعمة الخلق والإيجاد والتسوية في أحسن صورة ، فقال: "يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)" [سورة: الانفطار]، وكذلك يحذره القرآن من مغبة لقاء الله يوم العرض عليه، وأن ما يكدح به من عمل في الدنيا مرده بعده إلى خالقه يحاسبه عليه، فيسر به أو يكون له به الثبور والهلاك " يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) " [سورة: الانشقاق].
ورغم الفطرة التي فطرت عليها النفس من الاطمئنان للخير والتنكر للشر، إلا أنها غير مٌمَكّنة من الاهتداء إلى السلوك القويم والمنهج الصحيح بدون هداية ربانية، وهذه قضية خلافية بالنسبة للفلاسفة وعلماء النفس، فالبعض (كابن طفيل) في قصة حي بن يقظان: زعم أن الإنسان لوترك مهملا في جزيرة نائية بدون مجتمع، فإنه يستطيع الاهتداء بعقله الفطري إلى العلم والكون وأن يكون من خلال هذه الفطرة فيلسوفا، حيث نقاء الطبيعة والبعد عن صخب الحياة يهيء له حرية التفكير والاهتداء إلى فلسفة الكون، ويمكنه من تشكيل العقل (المكتسب) بدون الاستعانة بمعلم خارجي أو مجتمع يتكون السلوك من خلاله، وقد وافقه على هذا كثير من الفلاسفة، أما البعض الآخر فقد نفى المعرفة الفطرية والعقل الفطري فقال إن العلم شيء يكتسب من خلال البيئة المحيطة والمجتمع، وإن الإنسان لوترك في جزيرة منعزلة كما زعم بن طفيل فإنه لن يكتسب إلا طباع الوحوش التي تسكن الجزيرة ويصير متوحشا ولن يتمكن من اكتساب أي معرفة أو الاهتداء لأي علم.
أما البرهان الإسلاميّ: فهو الذي يجمع بين الاثنين: فيقول بالعلم الفطري الذي أودعه الله تعالى (أدم) عليه السلام في قوله "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)" [سورة: البقرة]، وكذلك قوله " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172) " [سورة: الأعراف] ، وقوله تعالى " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)" [سورة: الإسراء]، فالآيات السابقة دليل قاطع على وجود علم فطري في الإنسان يستطيع به أن يهتدي إلى المعرفة الأولية في الكون لولم يجد معلما ، وأن شهادة التوحيد للربوبية قاطعة شهدها بنوآدم جميعهم في عالم الذر وهو عالم كان في علم الله موجودا، وشهادة يقام عليهم بها الحجة يوم القيامة كما ذكر الحق ، وبالتالي فهي أيضا علم لا يستطيع الإنسان جحوده ..
أما العقل المكتسب فهو الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء "(متفق عليه)، وهذا الحديث يؤكد على أمرين: أولهما هذا العهد الفطري الذي ذكره القرآن في آية بني آدم في الذر، والأمر الآخر على العقل المكتسب من خلال المجتمع المحيط الذي يبدأ بالوالدين ثم من يلونوهم، وقد قال الإمام علي رضي الله عنه:
رأيت العقل عقلين،     فمطبوع ومسموع
ولا ينفع مسموع        إذا لم يك مطبوع
كما لا تنفع شمس    وضوء العين ممنوع
 فإذا سلمنا بأن العلم فطري ومكتسب، فإن العلم المكتسب هو صناعة بشرية وجهد عقلي يصيب ويخطئ، ولذا كان لابد من منهج ربانيّ معصوم ـــ إلا في كيفية التناول البشري ـــ يعين العقل البشري في اجتهاده، يبين لنا سبل الخير والشر وما ينفع وما يضر، ثم يترك للإنسان الاختيار بإرادته الانتقائية الحرة التي يختار بها ما ربما قد يكون فيه نفعه، أو قد يكون فيه ضرره " وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا (11)" [سورة: الإسراء]، " وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)" [سورة: يونس]، " وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) " [سورة: الأنفال].
وللحديث بقية إن شاء الله ..

 

تعليق عبر الفيس بوك